[*هود (عليه السلام)]
هو نبى الله هود عليه السلام. كان من قبيلة عاد، وهى قبيلة
عربية كانت تسكن الأحقاف (جبال الرمل). والعلماء مختلفون فى
تحديد مكان مساكن قبيلة عاد التى اشتهرت مبانيها بالضخامة.
وقوم عاد أول من عبدوا الأصنام بعد الطوفان، فبعث الله فيهم
هودًا عليه السلام، فدعاهم إلى الله، كما قال تعالى: (وإلى عاد
أخاهم هودًا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا
تتقون (. وكانوا أشد أهل زمانهم فى الخلقة والشدة والبطش؛
قال تعالى: (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم
فى الخلق بسطة (، ولكن قوم عاد كانوا كافرين معاندين؛
فأبوا اتباع هود. وظل هود - عليه السلام - يدعوهم إلى عبادة
ربهم، ويوضح لهم أنه رسول رب العالمين إليهم؛ ليبلغهم رسالات
ربه، ولكنهم ظلوا على عنادهم وكفرهم قائلين: (ياهود ماجئتنا
ببينة وما نحن بتاركى آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين إن
نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء (. فتبرأ هود من آلهتهم،
وبين لهم أنها لاتنفع ولاتضر قائلاً: (إنى أُشهد الله واشهدوا
أنى برىء مما تشركون من دونه فكيدونى جميعًا ثم لاتنظرون
(. ثم أرسل الله عليهم ريحًا عاتية بعد جفاف شديد، أهلكتهم إلا
مساكنهم العالية الضخمة، فقد أبقاها الله عبرة لأولى الأبصار،
قال تعالى: (فلما رأوه عارضًا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض
ممطرنا بل هو مااستعجلتم به ريح فيها عذاب أليم تدمر كل
شىء بأمر ربها فأصبحوا لايُرى إلا مساكنهم كذلك نجزى القوم
المجرمين (. ونجَّى الله هودًا ومن آمن معه برحمة منه سبحانه؛
قال تعالى: (ولما جاء أمرنا نجينا هودًا والذين آمنوا معه برحمة
منا ونجيناهم من عذاب غليظ (.