للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*ثورتا القاهرة الأولى والثانية]

ثورة القاهرة الأولى: أدَّتْ الضرائب والقروض الإجبارية، خاصة

بعد كارثة الأسطول الفرنسى فى أبى قير، بالإضافة إلى

العادات الاجتماعية (كتبرج النساء)، وما قام به نابليون من هدم

بعض البيوت والمساجد لدواعى الأمن، وإعدام السيد محمد كريم،

والتعرض لنفيسة هانم زوج مراد بك - وكانت ذات منزلة كبيرة

فى قلوب الشعب - وفرض مبلغ من المال مصالحة. وقد أدت

الضريبة التى فرضت على المنازل إلى ثورة القاهرة فى وجه

نابليون. ولم تَدُمْ هذه الثورة سوى يومين، وبدأت فى يوم الأحد

(١١من جمادى الأولى ١٢١٣هـ = ٢١من أكتوبر ١٧٩٨م) من

الأزهر، واستعمل نابليون المدافع التى ركبت فوق جبل المقطم،

وصبَّ القنابل فوق حى الأزهر والجامع ذاته. وبلغ من قتلوا ثلاثة

أو أربعة آلاف، ودخلت الخيل الأزهر، وعسكرت فيه، وأعدم

ثلاثة عشر من مشايخ الأزهر، واتسعت الهوة بين نابليون

والشعب المصرى. وانتهت هذه الثورة فى (١٣من جمادى الأولى

١٢١٣هـ = ٢٣ من أكتوبر ١٧٩٨م). ثورة القاهرة الثانية: أثناء

معركة عين شمس بين الجيش العثمانى والجيش الفرنسى شرع

القاهريون فى ثورتهم الثانية فى (١٧من شوال ١٢١٤ هـ = ١٥

من مارس ١٨٠٠ م) ودامت سبعة وثلاثين يومًا بزعامة السيد عمر

مكرم الذى أصبح رمزًا لمقاومة الشعب التى لاتقهر. وفرضت

الجيوش الفرنسية حصارًا حول المدينة، ومنعت عنها الأقوات،

وعقد كليبر صلحًا مع مراد بك حاكم الصعيد، وشرع فى حرق

القاهرة. وكان حىُّ بولاق هو نقطة البداية؛ لقيامه بدور كبير فى

الثورة، ولمع فيه اسم زعيم شعبى هوالحاج مصطفى

البشتيلى، ونصبت المدافع، ففتحت دخل ثغرة منها الجنود

الفرنسيون، لحرق كل شىء؛ من بيوت ومخازن ومحال تجارية.

وفى (٢٥ من ذى القعدة ١٢١٤هـ = ٢١من أبريل ١٨٠٠م) تم

الاتفاق بين بقية الثوار وكليبر على جلاء الأتراك والمماليك

وزعماء الثورة عن القاهرة، على أن يعلن كليبر العفو العام عن

<<  <  ج: ص:  >  >>