[*شيخ الإسلام]
لقب إسلامى ظهر فى النصف الثانى من القرن الرابع الهجرى
بصفة غير رسمية، وكان يطلق على الفقهاء والمفتين، وشهد
تطوره فى بلاد فارس، حيث أصبح لقبًا على سلطة قضائية.
واكتسب لقب شيخ الإسلام أعظم شهرته بعد أن أصبح يطلق
بالأخص على مفتى الآستانة، واكتسب أهمية لانظير لها فى
البلاد الإسلامية الأخرى، حيث أُطلق على أعلى سلطة دينية
فيها. ولم تكن وظيفة شيخ الإسلام مقصورة على إصدار الفتاوى
التى يطلبها الناس، ولكن جرت العادة على مشاورته فى جميع
المسائل السياسية ذات الأهمية، فكان للمفتين تأثير كبير فى
الحياة العامة، وكان لشيخ الإسلام أو المفتى عدة شخصيات
تساعده على أداء مهام منصبه الكثيرة، وكان له الحق فى أن
يزكى لدى السلطان أشخاصًا يجب تعيينهم فى ست مراتب عليا
فى الهيئة القضائية العليا، وكان هو مستشار السلطان فى
المسائل الشرعية، بل كان هو الذى يبايع السلطان الجديد،
فصاحب هذا المنصب هو الذى أفتى بخلع السلطان سليم الثالث
والسلطان عبد العزيز والسلطان مراد الخامس، وهو الذى كان
يعين قاضى القضاة فى الولايات. وكان آخر من تولى منصب
شيخ الإسلام هو مصطفى صبرى، الذى لجأ إلى مصر وعاش
بها، وتُوفِّى بالقاهرة سنة (١٩٥٤ م) بعد إلغاء المنصب سنة
(١٩٢٢ م).