للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*الغورى]

هو أبو النصر قانصوه بن عبد الملك الظاهرى، الملقَّب بالأشرف،

أحد ملوك الجراكسة المماليك بمصر وُلِد سنة (٨٥٠ هـ = ١٤٤٦ م).

كان مملوكاً للسلطان الأشرف قايتباى، ثم أعتقه، وخدم الغورى

عددًا من سلاطين المماليك، وتولَّى الحجابة فى حلب، ثم بويع

بالسلطنة فى القاهرة سنة (٩٠٦ هـ = ١٥٠١ م) وكان عمره قد

جاوز الستين. بدأ عهده بتشتيت شمل مثيرى الفتن والقلاقل،

وقاوم بصلابة وحزم الثورات التى قامت، وأعد أسطولا لحماية

التجارة من غارات البرتغاليين، فقد دأب البرتغاليون بقيادة

«فاسكودى جاما» على إثارة القلاقل فى الدول الإسلامية

المتاخمة لطريقهم إلى المشرق محاولين بذلك السيطرة على طرق

التجارة بين الشرق والغرب، إلا أن سلاطين المماليك وقفوا لهم

بالمرصاد، واستطاعوا ردهم على أعقابهم أكثر من مرة، على

الرغم مما كان يعانيه هؤلاء السلاطين من الفتن والاضطرابات

داخل البلاد. حاول «الغورى» إعادة السيطرة البحرية إلى بلاده

ودعم موقفه، وبعث إلى البابا يهدده إذا لم يكف البرتغاليون عن

غاراتهم، إلا أن الضعف العام الذى حل بالدولة نتيجة الاضطرابات

وزيادة نفقات المماليك أدى إلى سيطرة البرتغاليين على طرق

التجارة، وعمل «الغورى» على رد غارات البرتغاليين، وأخذ

يستعد لذلك، إلا أن الدولة العثمانية أرسلت قوة حربية للسيطرة

على بلاد الشام، ثم أمدت هذه القوة بالجنود والمعدات وحولتها

إلى جيش كبير حارب المماليك فى منطقة «مرج دابق» بالشام،

فتمكن العثمانيون من هزيمة المماليك، وقتلوا السلطان

«الغورى» الذى كان يقود الجيش بنفسه فى سنة (٩٢٢هـ =

١٥١٦م).

<<  <  ج: ص:  >  >>