[*المرينية (دولة)]
ينتمى المرينييون إلى قبائل «زناتة»، وهم - على أرجح الآراء-
من فرع بربر البتر، الذين كانوا ينتقلون من مكان إلى آخر سعيًا
وراء الماء والكلأ، وبدأ ظهورهم على مسرح الأحداث خلال عهد
المرابطين حيث شاركوا فى مجريات الأحداث بزعامة «المخضب
بن عسكر» أحد أبناء «بنى مرين»، وكان زعيمًا قويا مرهوب
الجانب، ونجح فى السيطرة على جميع «بلاد زناتة» و «بلاد
الزاب»، فحاول المرابطون مصانعته، وأرسلوا إليه الهدايا
والأموال. ثم انتقل ولاء المرينيين إلى الموحدين وساعدوهم فى
إقامة دولتهم، وتثبيت أقدامهم، وشاركوهم فى معاركهم
بالميدان الأندلسى. ولقد كان ضعف الموحدين سببًا رئيسيا فى
انتقال «بنى مرين» من المغربين الأدنى والأوسط إلى «المغرب
الأقصى» حيث الخصب والرخاء. مراحل قيام دولة بنى مرين:
أولا: مرحلة تثبيت أقدامهم فى مناطق التلول والأرياف: (٥٩٢ -
٦١٤هـ = ١١٩١ - ١٢١٧م). اتصف الأمير عبدالحق زعيم قبائل بنى
مرين بالتقوى والصلاح والشجاعة والعدل والعطف على الفقراء
مما كان له أثره على جموع المرينيين الذين التفوا حوله، وجذبوا
إليهم عددًا من القبائل المغربية التى انضمت إليهم، وعمدوا إلى
التوسع وفرض النفوذ على حساب الموحدين، ودخلوا فى عدة
معارك كانت أشهرها معركة «وادى نكور» التى خسرها
الموحدون. وقد حمل «عثمان بن عبدالحق»
(٦١٤ - ٦٣٧هـ=١٢١٧ - ١٢٣٩م) راية المرينيين عقب مقتل والده الأمير
«عبدالحق»، فواصل حملاته العسكرية، وفرض نفوذه على
مساحات واسعة من أرض «المغرب»، ثم دعا شيوخ القبائل
واتفق معهم على خلع طاعة الموحدين، والقيام بأمر الدنيا
والدين، والنظر فى صلاح المسلمين، فعملوا على تحقيق ذلك
حتى عام (٦٢٥هـ= ١٢٢٨م)، فقوى شأنهم، وخضعت لهم جميع
قبائل «المغرب»، وسيطروا على جميع موانى «المغرب» التى
امتدت من «وادى ملوية» إلى «رباط الفتح». ثانيًا: مرحلة