الاستيلاء على المدن الكبرى: وحمل أعباء هذه المرحلة فارس
«زناتة» الأمير «أبو يحيى أبو بكر ابن عبدالحق»، الذى كان
بطلا شجاعًا، قوى الإرادة، حازم الرأى، فقام بتأمين الجبهة
الداخلية للمرينيين، وأخضعها لإشراف مالى وإدارى دقيق، ثم
واصل مهاجمة المدن المغربية الكبرى، واستولى على
«مكناسة»، و «فاس»، و «سلا»، و «رباط الفتح»، و «سجلماسة»،
و «درعة». ثالثًا: المرحلة الأخيرة للاستيلاء على العاصمة مراكش:
هيأ الله لبنى مرين فى هذه المرحلة أن يقوم بقيادتهم الأمير
«أبو يوسف يعقوب بن عبدالحق» (٦٥٦ - ٦٨٥هـ = ١٢٥٨ -
١٢٨٦م)، الذى اعتبرته المصادر سيد «بنى مرين» على الإطلاق،
وبدأ عهده بمواجهة بعض المشاكل التى واجهت المرينيين فى
هذه الفترة، ودخل فى عدة معارك مع الموحدين تمهيدًا لدخول
العاصمة «مراكش». وقد أعد «أبو يوسف» حملة كبيرة، ثم خرج
بها من «فاس» فى شعبان سنة (٦٦٦هـ=إبريل ١٢٦٨م)، وعبر بها
النهر المجاور لمدينة «فاس»، ثم هاجم كل القوى والقبائل
المعاونة للموحدين. ونجح فى إخضاعها والسيطرة عليها، ثم
كانت المعركة الأخيرة بين الموحدين والمرينيين فى شهر المحرم
سنة (٦٨٨هـ= يناير ١٢٨٩م) عند «وادى غفو»، ودارت بين
الفريقين معركة قوية، أسفرت عن هزيمة الموحدين، ومقتل
«أبى دبوس» خليفتهم، ثم دخل الأمير «أبو يوسف يعقوب»
العاصمة «مراكش» معلنًا سقوط «دولة الموحدين»، وقيام «دولة
بنى مرين». ظلت «دولة بنى مرين» فى اتساعها ودعم
استقرارها مدة خمس وسبعين سنة، فى الفترة من سنة (٦٨٥هـ=
١٢٨٦م) إلى سنة (٧٥٩هـ= ١٣٥٩م)، وحكمها خلال هذه الفترة
مجموعة من السلاطين الأقوياء، هم: ١ - أبو يعقوب يوسف بن
يعقوب [٦٨٥ - ٧٠٦هـ= ١٢٨٦ - ١٣٠٦م]. ٢ - أبو ثابت عامر بن أبى
عامر [٧٠٦ - ٧٠٨هـ= ١٣٠٦ - ١٣٠٨م]. ٣ - أبو الربيع سليمان بن
أبى عامر [٧٠٨ - ٧١٠هـ= ١٣٠٨ - ١٣١٠م]. ٤ - أبو سعيد عثمان
(الثانى) بن يعقوب [٧١٠ - ٧٣٢هـ= ١٣١٠ - ١٣٣٢م]. ٥ - أبو الحسن