على بن عثمان [٧٣٢ - ٧٤٩هـ = ١٣٣٢ - ١٣٤٨م]. ٦ - أبو عنان
فارس المتوكل بن على [٧٤٩ - ٧٥٩هـ= ١٣٤٨ - ١٣٥٨م]. وقد
اتسمت هذه الفترة بتوسع نفوذ «بنى مرين» بالمغرب
و «الأندلس»، على الرغم من الثورات الكثيرة والقلاقل المتتابعة
التى واجهتهم. كان مقتل السلطان «أبى عنان فارس المتوكل بن
على» فى سنة (٧٥٩هـ= ١٣٥٨م) إيذانًا بدخول «دولة بنى مرين»
فى مرحلة الضعف والانهيار؛ حيث انتقلت السلطة من أيدى «بنى
مرين» إلى أيدى الوزراء، فضلا عن فقدان الدولة لنفوذها،
وانكماشها داخل حدودها بالمغرب الأقصى، وتعرضها للأزمات
الاقتصادية، والأوبئة والكوارث الطبيعة، التى حلَّت بالمغرب
الأقصى، مما عجَّل بسقوط الدولة، فى عهد السلطان «عبدالحق
بن أبى سعيد»، الذى تمكن الثوار من القبض عليه وقتله فى
صبيحة يوم الجمعة (٢٧من رمضان سنة ٨٦٩هـ= ٢٣ مايو ١٤٦٥م).
تعددت العلاقات الخارجية لدولة «بنى مرين»، وشملت
«الأندلس»، و «دول المغرب» المختلفة، وتراوحت علاقتهم ببنى
الأحمر بالأندلس بين الود والعداء، وشابها الحذر والترقب، على
الرغم من أنهما تحالفا ضد الفرنج وهزموهما فى سنة (٦٧٦هـ=
١٢٧٧م) بالأندلس، وانحصرت العلاقات بينهما فى أحايين كثيرة
على التمثيل الدبلوماسى وتبادل الرسائل. وكانت علاقة
المرنييين بجيرانهم من «بنى عبد الواد» بالمغرب الأوسط علاقة
عدائية لتضارب المصالح بينهما، وكانت فترات السلام بينهما
قليلة وقصيرة، لأن «بنى عبدالواد درجوا على نقض ما بينهما من
معاهدات، على الرغم من أن المرينيين سعوا إلى كسب ودهم؛
ليتفرغوا للجهاد بالأندلس، واضطر السلطان «أبو يوسف يعقوب
بن عبدالحق» إلى مهاجمة «المغرب الأوسط» وإلحاق هزيمة
نكراء بجيوش «بنى عبد الواد»، ثم عقد الصلح معهم. وحاول
«بنو عبدالواد» الإغارة على الحدود الشرقية لدولة «بنى مرين»
فى سنة (٦٧٩هـ= ١٢٨٠م)، فخرج إليهم المرينيون للدفاع عن