بلادهم وألحقوا بهم الهزيمة بالقرب من «تلمسان». وفى سنة
(٦٩٨هـ= ١٢٩٩م) حاصر السلطان «أبو يعقوب يوسف» مدينة
«تلمسان» ودام الحصار مدة سبع سنوات؛ ذاق فيها «بنو
عبدالواد» مرارة الحصار، ولم ينقذهم من الهلاك سوى مقتل
السلطان «أبى يعقوب» وعودة المرينيين بعدها إلى بلادهم. ثم
دخلت «دولة بنى عبدالواد» فى تبعية «بنى مرين» بعد أن
غزاهم السلطان «أبو الحسن على»، واستولى على عاصمتهم
«تلمسان» فى سنة (٧٣٢هـ= ١٣٣٢م)، ثم استغلت بقايا «بنى عبد
الواد» الخلافات التى دبت بالبيت المرينى وعادوا إلى عرش
بلادهم فى «تلمسان» سنة (٧٤٩هـ= ١٣٤٨م)، ولكنهم عادوا إلى
تبعية «بنى مرين» ثانية فى سنة (٧٥٩هـ= ١٣٥٨م)، وظلوا على
عدائهم لبنى مرين، وحاولوا العودة إلى «المغرب الأوسط»
مرتين خلال فترة نفوذ الوزراء بدولة المرينيين، كانت الأولى فى
سنة (٧٧٢هـ= ١٣٧٠م)، والثانية فى سنة (٧٩١هـ= ١٣٨٩م). شهدت
«الدولة المرينية» رخاءً وازدهارًا فى نواحى الحياة كافة.
وجعل المرينيون كل إقليم من أقاليم دولتهم وحدة اقتصادية
مستقلة، وجعلوها جميعًا تحت إشراف الوزير المختص أو صاحب
الأشغال، وقد تعددت مصادر الدخل المالى وشملت الزكاة،
والخراج، والجزية، والضرائب، والغنائم، والمصادرات، وكذلك
تنوعت أوجه الإنفاق وشملت: الرواتب، والعطايا، ونفقات الجيش،
والبناء والتعمير. وقد ازدهرت الزراعة ببلاد «المغرب الأقصى»
نظرًا لتوافر أسبابها؛ حيث تمتعت البلاد بعدد من الأنهار، إلى
جانب الأمطار التى تسقط على جهات متفرقة، مع تنوع المناخ،
فضلا عن خصوبة التربة، واهتمام السلاطين بالزراعة، فأسفر
ذلك عن وفرة وتنوع فى المحاصيل مثل: القمح، والفول،
والشعير، والزيتون، وقصب السكر، والبقول، وكذلك توافرت
الفواكه والخضراوات، ونمت الغابات فى مساحات واسعة،
فأمدت البلاد بأنواع الأخشاب المختلفة لصناعة السفن والمنازل
وغير ذلك من الأغراض. وشهدت الصناعة ازدهارًا ورواجًا كبيرًا،