[*إبراهيم بن أحمد]
تولى دولة الأغالبة عقب وفاة أخيه «أبى عبد الله محمد بن
أحمد» فى سنة (٢٦١هـ=٨٧٥م)، وامتد عهده أكثر من ثمانية
وعشرين عامًا؛ ظهر خلالها «أبو عبدالله الشيعى»، الذى
استقطب إلى دعوته الشيعية عددًا من القبائل، وقد اختلف
المؤرخون فى تقييم شخصية «إبراهيم بن أحمد»، فذكر بعضهم
أن عهده كان عهد استقرار وهدوء، وإقرار للعدل، وتأمين
للسبل، فضلا عن قيامه بإتمام بناء المسجد بتونس، وبناء
الحصون والمحارس على سواحل البحر، يضاف إلى ذلك تأسيسه
مدينة «رقادة»، وبناؤه جامعًا بها، فى حين يصفه «ابن خلدون»
بقوله: «وذكر أنه كان جائرًا، ظلومًا ويُؤخذ أنه أسرف فى
معاقبة المعارضين له بالقتل والتدمير، لكنه حاول فى أخريات
أيامه إصلاح ما أفسده، وبخاصة بعد ظهور داعية الشيعة «أبى
عبدالله» وانضمام كثير من الناس إلى دعوته، فأسقط المغارم،
ورفع المظالم عن طبقات الشعب الكادحة، كما تجاوز عن ضريبة
سنة بالنسبة إلى أهل الضياع، ووزع الأموال على الفقراء
والمحتاجين، وختم حياته بالجهاد فى «صقلية»، حيث مرض
أثناء حصاره لإحدى المدن، ومات ليُحمل ويدفن فى مدينة
«بلرم» فى سنة (٢٨٩هـ=٩٠٢م)، وذكر «ابن الأثير» أنه حُمل فى
تابوت ودفن بالقيروان.