[*يزيد بن المهلب (ثورة)]
ينتمى «يزيد بن المهلب» إلى أسرة كانت من أهم الأسر التى
قامت بدور كبير فى التاريخ الإسلامى بعامة، وفى تاريخ الدولة
الأموية بخاصة، فأبوه «المهلب» أبلى بلاءً حسنًا فى محاربة
الخوارج وكسر شوكتهم. عمل «آل المهلب» تحت رئاسة
«الحجَّاج» ثم غضب عليهم، فعزلهم عن العمل سنة (٨٥هـ) ووضع
أكبرهم وهو «يزيد بن المهلب» فى السجن، مع أنهم كانوا
أصهاره، فقد كان متزوجًا من «هند بنت المهلب» أخت «يزيد»،
واستطاع إقناع الخليفة «عبدالملك بن مروان» بضرورة
الاستغناء عنهم، فوافقه الخليفة. ظل «آل المهلب» فى الظل،
بعيدين عن السلطة إلى أن جاءت خلافة «سليمان بن عبدالملك»
فأعادهم إلى ما كانوا عليه، وعيَّن «يزيد» واليًا على «العراق»
والمشرق، وظل فى منصبه حتى عزله «عمر بن عبدالعزيز» عن
الولاية لأنه كان يراه جبَّارًا قاسيًا، ثم أمر بسجنه حتى يؤدى ما
عليه، وكان قد أخذ أموالا كثيرة من بيت المال، وظل سجينًا
حتى بعد أن تولى «يزيد بن عبدالملك» الخلافة بعد «عمر»، لكنه
نجح فى الهرب من السجن ليقود ثورة هائلة ضد الدولة الأموية.
قوى «يزيد بن المهلب» بتأييد أهل «العراق» له، كعادتهم خلف
كل ثائر على الأمويين، وبعصبية قبيلته الكبيرة - «الأزد» - ذات
النفوذ فى «العراق»، فوثب على «عدى بن أرطاة الفزارى»
والى «البصرة» من قبل «يزيد بن عبدالملك»، وسيطر على
الموقف فى «البصرة»، وخلع طاعة «يزيد بن عبدالملك»، وانضم
إليه كل معادٍ للدولة الأموية حتى استفحل أمره، واتسع نفوذه
وتجاوز «البصرة» إلى «الجزيرة الفراتية» و «البحرين» و «عمان»
و «فارس» و «الأهواز». وإزاء هذه الأحداث وجدت الدولة الأموية
نفسها من جديد أمام ثورة عارمة تريد القضاء عليها، فأرسل
الخليفة «يزيد بن عبدالملك» أخاه «مسلمة» بجيش كبير من أهل
الشام، تمكن به من إلحاق الهزيمة الساحقة بابن المهلب فى
معركة «عفر» قرب «الكوفة» فى شهر صفر سنة (١٠٢هـ) بعد