[*دونمة بن أوم]
هو الماى (١٣) فى سلسلة المايات الذين حكموا سلطنة كانم
الإسلامية التى كانت تقع شمال شرق بحيرة تشاد. وقد حكمها
مدة طويلة بلغت (٥٥) عامًا (٤٩١ - ٥٤٦هـ = ١٠٩٧ - ١١٥١م) قام
أثناءها بغارات متعاقبة على جيرانة الوثنيين، واستطاع توسيع
رقعة دولته حتى وصلت من فزان شمالاً إلى تلال دكوا جنوبًا،
ومن واداى شرقًا حتى نهر النيجر غربًا. ويتميز عهد الماى
دونمة بن أوم بازدياد الداخلين فى الإسلام، واشتهر بتقواه
وتمسكه بالدين وإنشاء المساجد، وقام بعدة حروب للقضاء على
ما بقى من مظاهر الوثنية فى بلاده، وأعد جيشًا جرارًا بلغ عدد
فرسانه نحو (١٠٠) ألف، ومشاته نحو (١٢٠) ألفًا، مما مكنه من
أحراز انتصارات كبيرة. كما يتميز هذا الماى أيضًا بكثرت رحلاته
لأداء فريضة الحج والتى بلغت ثلاث رحلات، ترك فى مصر خلال
رحلتى حجه الأولى والثانية (٦٠٠) عبد. ويبدو أنه أثناء رحلته
الثالثة تدخل فى شئون مصر الداخلية، بأن ناصر فريقًا على
فريق أخر كان الصراع محتدمًا بينهما على منصب الوزارة زمن
الخليفة الفاطمى الظافر (٥٤٤ - ٥٤٩هـ = ١١٤٩ - ١١٩٤م)، فكان
ذلك سببًا فى إغراقه عند ميناء عيذاب الذى كان يستقبل
الحجاج الذاهبين والعائدين عبر البحر الأحمر فى ذلك الحين.
والراجح أن الماى دونمة بن أوم ناصر الفريق الذى كان يدعمه
الجند السودانيون الذين كانوا يشكلون أحد عناصر الجيش
الفاطمى، منذ عهد الخليفة الفاطمى المستنصر بالله (٤٢٧ -
٤٨٧هـ = ١٠٣٦ - ١٠٩٤م) والذى كان أمه سودانية؛ فأكثر من
جلب هذا العنصر. وكان على العناصر الأخرى من الأتراك
والمغاربة العمل بسرعة حتى لاتعطى الفرصة للماى دونمة بن
أوم كى يدعم الفريق الذى يعتمد على بنى جلدته من العنصر
السودانى، فأحدثوا ثقبًا فى سفينته التى كانت راسية أمام
ميناء عيذاب مما تسبب فى غرقه أمام هذا الميناء فى عام
(٥٤٦هـ = ١١٥١م). وربما كان غرقه على هذا النحو بسبب آخر،