[*بديع الزمان الهمذانى]
هو أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد بن بشر
الهمذانى، الملقب ببديع الزمان الهمذانى، أحد أعلام الأدب فى
القرن (٤ هـ = ١٠ م). وُلِد فى همذان سنة (٣٥٨ هـ = ٩٦٩ م)،
وعُنِىَ أبوه بتأديبه وتهذيبه، فتتلمذ لعدد من الأعلام أمثال
عيسى بن هشام وابن فارس، وغيرهما. وكان بديع الزمان محبًّا
للتنقل والترحال، وتتنوع آثاره الأدبية فى ثلاثة فنون هى:
المقامات والرسائل والشعر، وقد أجمع العلماء على أنه أول
من فتح الباب لتأليف المقامات وتبعه من جاء بعده كالحريرى،
واشتهرت مقاماته باسم مقامات بديع الزمان، وطُبعت أكثر من
مرة. أما عن رسائل بديع الزمان فهى مدونة مشهورة، ومعظم
موضوعاتها فى المديح والهجاء والتقريع والتهنئة بالمولود. وقد
كتب هذه الرسائل إلى الرؤساء من الأمراء والوزراء، وغيرهم
من الوجهاء، وقد طبعت رسائله أكثر من مرة. وبديع الزمان ممن
جمعوا بين الشعر والنثر، واشتهر بأنه ذو حافظة قوية وقريحة
ذكية، وقد جرت مناظرات بينه وبين شيخ الأدباء فى عصره
أبى بكر الخوارزمى، تفوَّق فيها الهمذانى على خصمه الذى
مات بعد ذلك كمدًا؛ فذاع صيت بديع الزمان بين الناس. وترجم له
كثيرون، مثل: ابن الأثير وابن تغرى بردى والثعالبى،
وغيرهم. وتُوفِّى بديع الزمان فى هراة يوم الجمعة (١١ من
جمادى الآخرة ٣٩٨ هـ).