للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*جلال الدين (سلطان أوفات)]

هو جلال الدين بن عمر ولشمع، خامس من تولى حكم سلطنة

أوفات الإسلامية. من أسرة عمر ولشمع التى تنتمى إلى بنى

عقيل بن أبى طالب أو إلى بنى عبد الدار من قريش. وكان أفراد

وجماعات من هذه الأسرة قد هاجروا إلى بلاد الزيلع فى منطقة

القرن الإفريقى فى عصور الإسلام الأولى ونشروا الإسلام بين

الأهالى الزيالعة والأحباش، وأقاموا هذه السلطنة على يد عمر

ولشمع، وحكم أولاده من بعده وكان منهم جلال الدين، والذى

كان معاصرًا لملك الحبشة عمداصيون (١٣١٤ - ١٣٤٤ م). وكانت

مملكة الحبشة النصرانية لاتطيق أن يكون بجوارها سلطنة

إسلامية قوية، ومن ثم فقد شنت عليها حروبًا شبه مستمرة،

وكان سلاطين أوفات فى فترات ضعفهم يعلنون الطاعة لها

ولايلبثون أن يثوروا ويحققوا استقلالهم، ومن هؤلاء السلاطين

جلال الدين الذى كان ملك الحبشة عمداصيون قد عزل أخاه صبر

الدين الأول وعينه سلطانًا على أوفات وتوابعها بعد أن رضى

بالتبعية ودفع الجزية. ولكن أهل أوفات لم يرضوا بهذه التبعية

لملك الحبشة واستصرخوا سلطان مصر الناصر محمد بن قلاوون

وانقضوا على حامية حبشية كان عمداصيون قد تركها فى

أوفات وأبادوها عن آخرها، وتشجعت إمارتا عدل ومورة بهذا

العمل وثارتا ضد تسلط الأحباش، وأعلن السلطان جلال الدين

الثورة ضد هيمنتهم، فعاد عمداصيون إلى بلاد الزيلع يحارب

ممالكها وأعمل فيها النهب والتدمير، وفى سكانها الذبح

والاسترقاق، وفى مساجدها ومدنها الهدم والإحراق، وكان

يعذب من ترك المسيحية ودخل فى الإسلام، واستمر فى هجومه

على أوفات وتوابعها لدرجة أن جنوده ملوا هذا الهجوم

المتواصل وهذا الزحف المستمر، وذلك القتال الذى لايهدأ ضد

الزيالعة المسلمين وطلبوا منه العودة إلى بلادهم؛ محتجين بأن

موسم المطر قد حلَّ ولكن عمداصيون رفض طلبهم بحجة أن

الزيالعة المسلمين فى أوفات وغيرها مازالوا يهددون ملكه طالما

<<  <  ج: ص:  >  >>