للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*عبدالملك بن المنصور المظفر بالله]

هو عبد الملك بن محمد بن أبى عامر الملقب بالمظفر بالله، تولي

منصب الحجابة بعد وفاة والده المنصور، وقد بدأ عهده بإسقاط

سدس الجباية (الضرائب) عن السكان بكل نواحى الأندلس

فاستبشر الناس به خيرًا. ظن ملوك النصارى أن خطر الغزوات

الإسلامية عليهم سيقل بعد وفاة المنصور، لكنهم كانوا واهمين

لأن عبدالملك بدأ بعد أشهر قليلة من ولايته يستعد لغزواته ضدهم

التى بلغت سبع غزوات التزم عبدالملك الأسلوب الذى كان يحكم

به والده الأندلس فجعل الخليفة محجورًا عليه لاحول له

ولاقوة. وجمع السلطات كلها فى يديه، وحدَّ من نفوذ الوزراء

والكتاب وراقبهم وحاسبهم، وجلس للناس وهجر اللهو، وعمل

على تنمية الموارد وترتب على هذا تحسن فى الأحوال المالية

التى كانت قد ساءت بسبب كثرة النفقات. ولم يكن لعبدالملك

نصيب كبير فى مجالات العلم والأدب وكان مجلسه لايقوم إلا على

الأعاجم من البربر وغيرهم، ومع ذلك فقد استمر يجرى الرواتب

التى كان أبوه يجريها على العلماء والأدباء والندماء، كما

استمع إلى الشعر ووصل الشعراء. وفى شوال من سنة ٣٩٨هـ

خرج عبدالملك بغزوته السابعة والأخيرة وتعرف «بغزوة العلة»؛

إذ إنه ما كاد يصل إلى مدينة سالم حتى اشتد به المرض وتفرق

عنه المتطوعة، واضطر إلى الرجوع إلى قرطبة فى (المحرم

٣٩٩هـ = سبتمبر ١٠٠٨م) لكنه شعر بتحسن فى صحته فعمل

على استئناف الغزو بعد فترة وجيزة لكن حالته ساءت، وتعرض

لنكسة سببها التهاب رئوى، وعاد إلى العاصمة فى محفة حيث

مات فى (١٦ من صفر سنة ٣٩٩هـ = ٢١ من أكتوبر ١٠٠٨م) بعد

حكم دام نحو سبع سنوات.

<<  <  ج: ص:  >  >>