[*حنيفة]
بطن من بطون قبيلة بكر بن وائل التى نزلت شمال بلاد العرب،
وكان بعض حنيفة فى الجاهلية وثنيًّا وبعضها نصرانيًّا، وكان
الوثنيون منهم يعظمون صنمًا يصنعونه من الزبد والعسل على
هيئة كعكة، وقد جرت عادتهم على أكله إذا أصابهم الجدب.
واستقر المقام بحنيفة فى اليمامة؛ حيث أنشئوا فيها مدينة حجر
الحصينة، واتخذوها قصبة لهم فيما بعد. وانفصلت حنيفة فى
السنوات الأخيرة من حرب البسوس عن بكر، وانضمت إلى
خصومهم تغلب، وحاربت فى صفوفهم آنئذ، والتزمت الحياد فى
وقعة ذى قار الشهيرة التى نشبت بين بكر والفرس. وفى عام
الوفود سنة (٩ هـ) مثلت حنيفة أمام النبى - صلى الله عليه وسلم -
وعلى رأسها هارون بن حبيب المعروف بمسيلمة، الذى ادعى
النبوة فيما بعد، وزعم أنه صاحب النبى - صلى الله عليه وسلم -
وخليفته، وقد تبعته حنيفة بإيعاز زعيمهم الرجال بن عنفوة،
واستمر أمر مسيلمة فى الازدياد حتى قاتله المسلمون بقيادة
خالد بن الوليد، وتمكنوا من قتله وهزيمة حنيفة التى استسلمت،
وقبلت أن تعود إلى الإسلام، وأن تسلِّم كل أملاكها وقسَّمت بين
جند المسلمين.