[*اسماعيل الصفوى]
هو إسماعيل بن حيدر بن جُنيد بن إبراهيم بن صدر الدين موسى
بن صفى الدين الأردبيلى الصفوى مؤسس الدولة الصفوية
الشيعية فى إيران. وُلد إسماعيل فى [٢٥ من رجب ٨٩٢ هـ = ١٨
من يونية ١٤٨٧ م] ونشأ محبًّا للشعر وكان يقرضه باللغات
العربية والتركية والفارسية. أسس «الدولة الصفوية» فى عام
(٩٠٧هـ = ١٥٠٢م)، ثم دخل «تبريز» وأعلن نفسه فيها ملكًا على
«إيران»، وتلقب بأبى المظفر شاه إسماعيل الهادى الوالى،
وأصدر السكة باسمه، وفرض المذهب الشيعى، وجعله المذهب
الرسمى لإيران بعد أن كانت تتبع المذهب السنى، وقال حين
أعلن ذلك: «لا يهمنى هذا الأمر، فالله، وحضرات الأئمة
المعصومين معى، وأنا لا أخشى أحدًا، وبإذن الله - تعالى - لو
قال واحد من الرعية حرفًا، فسأسحب سيفى، ولن أترك أحدًا
يعيش».وأمر المؤذنين أن يزيدوا فى الأذان عبارتَى: «أشهد أن
عليا ولى الله»، و «حى على خير العمل». مضى الشاه
«إسماعيل» فى إرساء قواعد دولته، وترسيخ دعائم مذهبه،
وتنظيم إدارة بلاده، فاتخذ من «حسين بك لله» نائبًا له، وجعل
«الشيخ شمس الدين اللاهيجى» حاملا للأختام، واستوزر «محمد
زكريا»، ثم قضى على قبيلة «آق قيونلو»، ودخل «شيراز»،
وأقر فيها مذهبه الشيعى، فأصبحت «إيران» دولة شيعية بين
قوتين سنيتين هما: «الهند» والأتراك من جهة الشرق،
والعثمانيون والشام فى الغرب. تميز الشاه «إسماعيل» بالصبر
والذكاء وقوة الإرادة، والشجاعة والإقدام وحسن الإدارة، فالتف
الناس حوله بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى، وأقام دولته
على أساس مذهبى ذى أصول سياسية واقتصادية وإدارية،
ووضع الأساس الذى استمرت عليه هذه الدولة نحو قرنين من
الزمان، وباتت ذات دور مؤثر وحيوى فى المنطقة، وقد أُعجب
معاصرو الشاه «إسماعيل» به وبسياسته، وقد وصفه
«ميرخواند» فى كتابه «روضة الصفا» بقوله: «كان ذلك الملك
نادرة الزمان، وأعجوبة الليل والنهار». ولعل من أبرز إنجازات