[*سقط الزند]
كتاب ألفه أبو العلاء المعرى وهو أحمد بن عبد الله بن سليمان
التنوخى المعرى. شاعر فيلسوف، وُلد بمعرة النعمان بالعراق
سنة (٣٦٣ هـ)، ونشأ فى بيت علم، وتلقى علوم عصره، ولم
يمنعه فقدان بصره - وهو فى الرابعة من عمره - عن مواصلة
التعلم والنبوغ. وتُوفِّى سنة (٤٤٩ هـ)، وله العديد من المؤلفات،
من أشهرها: رسالة الغفران، واللزوميات، وسقط الزند، وهو
ديوان يتكون من جزأين، يضاف إليهما جزء خاص بالدروع، أطلق
عليه المعرى اسم الدرعيات، ويبلغ عددها - ما بين قصيدة طويلة
ومقطوعة صغيرة - إحدى وثلاثين قصيدة. ويبلغ مجموع قصائد
جزأى الديوان (٧٤) قصيدة ومقطوعة، يضاف إليها سبع قصائد
قصيرة أوردها جامع الديوان بعد الدرعيات، معظمها فى الغزل.
ولسقط الزند أهمية كبرى فى تصوير نفس الشاعر وحياته
وأحداثها وتطور فلسفته فى الحياة التى مارسها، والموت الذى
واجهه فى أقرب المقربين إليه وفى الأصدقاء والمعارف
البعيدين، ففيه الشوق والحنين والفخر والمدح والتهنئة والغزل
والرثاء والوصف والرحلات، وفيه خلاصة آمال الشاعر وآلامه
وأفراحه وأحزانه، وما استقى من كل ذلك من العبر والآراء.
والديوان سجل شعر المعرى منذ بدأ يقول الشعر فى الحادية
عشرة من عمره، ففيه قصائد قالها فى شبابه، كقصيدته فى
رثاء أبيه، وقصائد قالها فى سن النضج، كقصائده فى بغداد
ورثائه لأمه، وقصائد قالها فى كهولته، كرثاء أبى حمزة الفقيه
الحنفى، الذى يصفه المعرى بأنه رفيق الصبا.