[*أنطاكية]
مدينة تركية تقع فى قارة آسيا، على حافة وادٍ خصيب معتدل
المناخ يقع على نهر العاصى وتبعد عن البحر المتوسط بنحو
(٢٢) كم، وتقع على دائرة عرض (٣٦.١٠ْ) شمالآ وخط
طول (٣٦.٦ْ) شرقًا، وتمتد إلى سفح جبل حبيب النجار على
ارتفاع (١٥٢٥) قدمًا من سطح البحر، وتشغل حاليًّا نحو (٥٢٠٥
م). وقد أسسها الرومان نحو سنة (٣٠٠ ق. م) على أنقاض
مستعمرتين يونانيتين قديمتين، وتحولت إلى مركز تجارى كبير،
كما تأثرت بالصراع القائم بين ملوك فارس والرومان. وقد
حاصرها الصحابى الجليل أبو عبيدة بن الجراح، رضى الله عنه،
وأدوا له الجزية، ووطَّن معاوية بن أبى سفيان، رضى الله عنه،
أعدادًا من المسلمين فيها، بعد أن تركها أهلها أمام هجمات
الروم عليها، واهتم المسلمون بها؛ لكونها ثغرًا من ثغور الدولة
الإسلامية. وفى عهد العباسيين أصبحت عاصمة لإقليم كليليكيا،
ثم دخلت تحت حكم الدولة الطولونية، واحتلها البيزنطيون، ثم
ردها السلاجقة، وعاملوا سكان المدينة معاملة حسنة، وعفوا عن
النصارى، ودخلها الصليبيون وأعملوا السيف فى أهلها ثلاثة
أيام فى (جمادى الآخرة ٤٩١ هـ = يونيو ١٠٩٨ م)، ثم حررها
بيبرس (٦٦٧ هـ = ١٢٦٨ م). وفى فترة الحكم العثمانى لها شهدت
ازدهارًا عمرانيًّا وسكانيًّا. وبعد الحرب العالمية الأولى احتلها
الإنجليز ثم الفرنسيون، ثم أقيمت دولة هاتاى وعاصمتها
أنطاكية، ثم انضمت هاتاى إلى تركيا، وأصبحت جزءًا منها فى
سنة (١٣٥٨ هـ = ١٩٣٩ م). وكانت أنطاكية تتحكم فى نقاط
التقاء الطرق التجارية من الفرات وسورية إلى الأناضول، كما
قامت فيها صناعة المنسوجات الحريرية وغيرها، كما تُصاد
ثعابين الماء من نهر العاصى بكميات كبيرة. وأهم الآثار
الموجودة فيها: الأسوار، وبعض القناطر المعلقة، وأبواب
الأسوار، وقبر حبيب النجار الحوارى الذى استشهد فيها.