[*تهافت الفلاسفة]
كتاب لأبى حامد الغزالى محمد بن محمد، الفقيه الشافعى،
والمتكلم الأشعرى، الذى وُلِد فى طوس سنة (٤٥٠هـ = ١٠٥٨م)،
وكان له أثر كبير فى الحياة العلمية فى عصره وما تلاه من
عصور، وتُوفِّى فى خراسان سنة (٥٠٥هـ = ١١١١م). وكتاب
تهافت الفلاسفة فى نقض مذاهب الفلاسفة وبيان ما فى آرائهم
من تهافت. وكان سبب تأليف الغزالى لهذا الكتاب؛ ما لاحظه فى
الجو الفكرى السائد فى زمنه من حالة الإعجاب والانبهار
بالفلسفة ورجالها؛ مما أدى إلى الخروج عن العقيدة الثابتة
بالكتاب والسنة. ويشتمل الكتاب على أربع مقدمات وعشرين
مسألة ومقدمة، فيذكر الغزالى فى المقدمة الأولى اختلاف
الفلاسفة وكثرة نزاعاتهم وتباعد طرقهم. وفى المقدمة الثانية
ذكر أقسام الخلاف بين الفلاسفة وغيرهم. وفى المقدمة الثالثة
ذكر منهجه فى نقد مذاهب الفلاسفة. وفى المقدمة الرابعة أظهر
حيل الفلاسفة الذين خلطوا يقين المعقولات بظنونها. ثم عرض
لمسائله العشرين؛ كاشفًا تناقضات الفلاسفة فى بعض القضايا
المهمة، مثل: أزلية العالم وقدمه وأبديته وخلوده. وينهى أبو
حامد الغزالى الكتاب بخاتمة يذكر فيها حكمه على الفلاسفة؛
وقد انتهى فيها إلى تكفير من يقول منهم بالمقولات الثلاث
الآتية: ١ - قدم العالم. ٢ - أن الله - تعالى - لا يعلم بالجزئيات. ٣ -
عدم بعث الأجساد وحشرها. ولتهافت الفلاسفة أهمية كبيرة فى
تاريخ الفكر الإسلامى، ومكانة عالية فى مسيرة الفلسفة
الإسلامية؛ ولهذا فقد انكبَّ عليه كثير من العلماء؛ معلقين،
وشارحين، وناقدين. وقد طُبع الكتاب عدة طبعات، منها: طبعة
القاهرة سنة (١٣٠٢هـ = ١٨٨٤ م)، وطبعة حجر فى بومباى
بالهند سنة (١٣٠٤ هـ = ١٨٨٧ م)، وطبعة المطبعة الخيرية بمصر
سنة (١٣١٩هـ = ١٩٠١م)، ثم طبعة دار المعارف بمصر سنة
(١٣٧٤هـ = ١٩٥٥م).