للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*الكتابة]

بُعث النبى - صلى الله عليه وسلم - فى أمة أمية، لاتعرف القراءة والكتابة إلا قليلاً،

وممن عرفها من الصحابة عمر بن الخطاب، وعلى بن أبى طالب،

وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أبى سفيان، وعثمان بن عفان،

وسعيد بن العاص، والمغيرة بن شعبة، رضى الله عنهم. وكانوا

يكتبون للرسول - صلى الله عليه وسلم - الوحى والكتب المرسلة إلى الملوك والأمراء.

واتخذ أبو بكر فى خلافته عثمان بن عفان كاتبًا، واتخذ عمر زيد

بن ثابت وغيره، واتخذ عثمان مروان بن الحكم، واتخذ على عبد

الله بن أبى رافع. وبانتقال الخلافة إلى بنى أمية تعددت مصالح

الدولة، وتبعًا لذلك تعدد الكُتَّاب وصاروا ذوى تخصصات مختلفة،

فمنهم: (كاتب الرسائل): ويكتب إلى الملوك والعمال، وغيرهما.

(كاتب الشرطة): ويكتب التقارير عما يقع من أحوال القواد

والديات، وغيرها. (كاتب الجند): ويسجل أسماء الجند

وأعطياتهم ونفقات أسلحتهم. (كاتب الخراج): ويدون حساب

الخراج. (كاتب القاضى): ويكتب الشروط والأحكام. وبانتقال

الخلافة إلى بنى العباس، واستقرارها فى بغداد أصبحت مهنة

الكتابة ذات منزلة رفيعة، وأصبح ديوان الرسائل من الدواوين

المهمة فى الدولة، وأصبح مركز صاحب هذا الديوان لايقل عن

مركز الوزير، ولم يعد اتخاذ الكتَّاب مقصورًا على الخلفاء

وحدهم، بل أصبح أمراء الأمراء وسلاطين بنى بويه وعمال

الأقاليم يتخذون كتَّابًا يعاونونهم على الإدارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>