[*ابن تومرت]
هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن تومرت المصمودى. المعروف
بالمهدى بن تومرت. وُلِد عام (٤٨٥ هـ = ١٠٩٢ م) فى هرغة
إحدى بطون قبيلة المصامدة البربرية، ثم رحل إلى المشرق عام (
٥٠٠ هـ)؛ طلبًا للعلم، فعبر البحر إلى الأندلس، ودخل قرطبة، ثم
ركب البحر ثانية إلى الإسكندرية، وبعد ذلك دخل العراق،
والتقى مع الغزالى. وبعد أن أقام بمكة فترة للدرس والتحصيل
عاد إلى مصر، وركب البحر إلى المهدية، وهناك بدأ دعوته
الإصلاحية. وعُرِف ابن تومرت بورعه وزهده وشدته فى التمسك
بأحكام الإسلام، وبالنهى عن البدع التى شاعت فى عصره، ثم
انتقل إلى بجاية، والتف حوله الأنصار، فسار بهم إلى مراكش
إبَّان سلطنة على بن يوسف بن تاشفين، وشرع فى الأمر
بالمعروف والنهى عن المنكر، فلما حاول السلطان القبض عليه
هرب مع أنصاره إلى جبل تينملل عند عشيرته من المصامدة
الذين استجابوا لدعوته. وكثر أنصاره فهزموا جيش ابن تاشفين،
وسار ابن تومرت لحصار مراكش، ولكنه مرض وتُوفِّى فى الطريق
سنة (٥٢٤هـ = ١١٣٠م)، وأوصى بالبيعة لخليفته عبد المؤمن بن
على الكومى، وتنسب إلى ابن تومرت عدة مؤلفات فقهية، منها:
كنزالعلوم، وأعز ما يطلب.