[*أسكيا إسحاق الأول]
هو أحد الأساكى الذين حكموا إمبراطورية صنغى الإسلامية التى
حكمت غرب إفريقيا بعد ضعف إمبراطورية مالى الإسلامية منذ
القرن (١٥ م). وهو ابن أسكيا محمد الأول المؤسس الحقيقى
لإمبراطورية صنغى الإسلامية. وقد حكم أسكيا إسحاق هذه
الإمبراطورية فى الفترة من (٩٤٦ - ٩٥٦ هـ = ١٥٣٩ - ١٥٤٩ م) بعد
أن استطاع أن يلى العرش بانتخاب الجيش له، وبعد أن استقرت
له الأمور سعى إلى الحد من تدخل الجيش فى شئون الحكم
فأبعد كبار الضباط والمسئولين الكبار واستبدلهم بآخرين ممن
يخضعون لأوامره وتوجيهاته، كما قام بتعيين العديد من القضاة
والأئمة فى مدن الدولة، وعمل على إقرار الأمن وإقامة العدالة
وتوفير الرخاء لرعاياه جميعًا، وأخذ يضرب على أيدى الظلمة
والمفسدين، ولذلك امتدحه المؤرخون وقالوا عنه: إنه كان صالحًا
مباركًا كثير الصدقات ملازمًا لصلاة الجماعة، عاقلاً فطنًا، ذا
دهاءٍ، وأنه أجلُّ من دخل فى تلك السلطنة وأعظمهم خوفًا
وهيبة. استطاع أن يفرض نفوذ بلاده على سلطنة مالى
الإسلامية واقتحم جيشه عاصمتها مدينة نيانى (مالى)؛ بسبب
رفض سلطانها دفع الإتاوة المقررة عليه لسلطان صنغى، كما
دفعت تطلعات سلطان مراكش إلى السيطرة على مناجم الملح
فى تفازة التى كانت تقع فى شمالى الصحراء، وتخضع لنفوذ
صنغى والتى كان امتلاكها يعد إمساكًا بمفتاح التجارة فى
غربى إفريقيا، فرفض أسكيا إسحاق التنازل عنها لسلطان
مراكش وأرسل رده إليه على شكل حملة عسكرية صغيرة عبرت
الصحراء الكبرى، وأغارت على وادى درعة فى جنوبى مراكش؛
إظهارًا لقوة صنغى وردعًا لسلطان هذه البلاد. ورغم صلاح
أسكيا إسحاق الأول وتقواه إلا أن رجاله اشتطوا فى جمع
الضرائب من رعاياه؛ ولذلك لم يقبلوا أن يكون ابنه عبد الملك
سلطانًا عليهم بعد وفاة والده، واختاروا داود بن أسكيا محمد
الأول لهذا المنصب فى عام (٩٥٦ هـ = ١٥٤٩ م) بعد وفاة أخيه