[*إسحاق الموصلى]
هو أبو محمد إسحاق بن إبراهيم بن ميمون وقيل: هو ماهان بن
بهمن بن نسك التميمى، من أشهر المغنين الذين صاحبوا الخلفاء
العباسيين فى القرن (٣ هـ = ٩ م). ولد سنة (١٥٥ هـ = ٧٧٢ م)
لأب ترجع أصوله إلى الفرس، ونشأ فى كنفه؛ حيث كان مقربًا
من الخلفاء لبراعته فى الغناء. اجتهد إسحاق فى طلب العلم،
فروى الحديث عن أعلامه آنذاك، وأخذ الأدب عن الأصمعى
المتوفىِّ سنة (٢١٦ هـ = ٨٣١ م)، وبرع فى اللغة، فشهد له أهل
البادية بالفصاحة والعلم باللغة. وقد اعتلى إسحاق قمة الغناء
فى عهود ستة من الخلفاء العباسيين، وهم الرشيد، والأمين،
والمأمون والمعتصم والواثق، والمتوكل، وقيل: إنه أول من ضبط
الأوزان وصحح الأجناس التى تبنى عليها مقامات الموسيقى
العربية، وميّز طرائقها، وكان لا يأخذ الموسيقى ارتجالاً كعادة
أمثاله فى ذلك العصر، وإنما أخذها باعتبارها علمًا له قواعد
وأصول. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن هناك احتمالاً قويًّا أن
يكون إسحاق قد توصل إلى طريقة الكتابة الموسيقية (النوتة
الموسيقية)، ولكنها لم تصل إلينا. وعُرف بالشعر، فكان شاعرًا
مجيدًا، وروى عنه عدد من التلاميذ، وله عدد من المؤلفات، منها
كتاب أغانيه التى غنى بها، وكتاب أخبار المغنين المكيين،
وكتاب الاختيار الذى صنفه للخليفة العباسى الواثق. توفى
إسحاق الموصلى سنة (٢٣٥ هـ = ٨٥٠ م) فى خلافة المتوكل
على الله العباسى.