[*الأسطول الإسلامى]
الأسطول: كلمة تُطلق على مجموعة من السفن لها صفة محددة
ومهمة محددة، مثل مجموعة السفن الحربية التى تملكها دولة
معينة. وقد نِشأ الأسطول الإسلامى بعد عصر النبوة، عندما
أدرك المسلمون ضرورة بناء أسطول لهم؛ إذ لم يجدوا فى
معاركهم خلال سنوات الفتح (١٣ - ٣٠هـ = ٦٣٤ - ٦٥٠م) عدوًّا لهم
أقسى من البحر وما يأتيهم منه من أخطار، ولم يمضِ وقت طويل
حتى بدأ الأسطول الإسلامى الناشئ فى ممارسة العمليات
البحرية التى اشتملت على نوعين من العمليات: الأول: الإغارة
البحرية، وغزو الجزر التابعة للبيزنطيين، مثل: قبرص، وكريت،
وصقلية، ومالطة، وسردينيا. وقد بدأت هذه العمليات فى سنة
(٢٨هـ = ٦٤٨م) بغزو جزيرة قبرص. الآخر: المعارك البحرية ضد
الأسطول البيزنطى، مثل: معركة ذات الصوارى التى هزم فيها
الأسطول الإسلامى الأسطول البيزنطى سنة (٢٤هـ = ٦٤٤م)،
وكان من أهم نتائج هذه المعركة سيطرة الأسطول الإسلامى
على البحر المتوسط. وكان للأسطول الحربى رجاله من ذوى
الخبرة بشئون البحر والحروب البحرية، يتولى قيادتهم أمير
البحر أو المقدم، وهو الذى يتولى رئاسة السفن الحربية، وإدارة
المعركة. ويُراعَى فى اختياره أن يكون حازمًا حذرًا متحليًا
باليقظة والدراية بأحكام الحروب، والمعرفة بأمور البحر وبطبيعة
السواحل والجزر. وقد أنتجت دور الصناعة التى أنشأها
المسلمون عدة أنواع من السفن الحربية، أشهرها: الشوانى
وهى عبارة عن سفن حربية كبيرة تتميز بالطول وذات أبراج
وقلاع تستعمل للدفاع والهجوم، والأغربة وهى مثل الشوانى،
وسمِّيت بهذا الاسم؛ لأن رأسها يشبه رأس الغراب وتسير بالقلع
والمجاديف، والحراقات وتختص بقذف العدو بالأسلحة النارية،
والبطس وتختص بنقل الجنود المحاربين، والأسلحة والذخيرة
والمؤن.