[*دمياط]
إحدى المدن الكبرى فى مصر، تقع على الشاطئ الشرقى لفرع
النيل الشرقى المعروف بفرع دمياط. وقد أُنشئت سنة (١٢٢٥ هـ)
على أنقاض دمياط القديمة التى دُمرت فى عهد الملك الصالح نجم
الدين أيوب. وقد فتحت دمياط على يد المقداد بن الأسود. أحد
رجال عمرو بن العاص، فى عهد عمر بن الخطاب، رضى الله
عنه، فظلت فى أيدى المسلمين، مع ما تخلل هذه الفترة من
سيطرة صليبية عليها لبعض الوقت. وقد تعرضت دمياط للعديد من
الهجمات الأوربية الصليبية؛ ففى سنة (٩٠هـ) تعرضت لغزو الروم،
ثم تعرضت لهجمات أوربية عديدة فى سنة (١٢١هـ) وسنة (٢٠٠
هـ) وسنة (٢٣٨ هـ) وسنة (٣٥٧ هـ)، ودارت بها معركة كبيرة
سنة (٥٦٥ هـ) بين الصليبيين وصلاح الدين الأيوبى، هزمهم فيها
صلاح الدين. وفى سنة (٦١٥ هـ) احتلها الصليبيون حتى استردها
الملك الكامل سنة (٦١٨ هـ)، وفى سنة (٦٤٦هـ) تعرضت لهجوم
لويس التاسع ملك فرنسا، الذى احتلها وحاول مهاجمة المنصورة
منها، ولكنه فشل، وهُزم جيشه وأسر هو نفسه وافتدى نفسه
بمال كثير، وخرجت دمياط من هذه الحروب وهى مدمَّرة تمامًا،
فقيل: إن الفرنجة دمروها فى سنتى (٦١٦ هـ) و (٦٤٧ هـ)،
وقيل: إن أمراء المسلمين المماليك هم الذين دمروها سنة (٦٤٨
هـ)؛ خوفًا من رجوع الفرنجة إليها. وتشتهر دمياط بالصيد
والزراعة وصناعة المنسوجات الحريرية وصناعة الأثاث، وطحن
الحبوب، واستخراج الزيوت النباتية من السمسم والقطن. ومن
أهم المساجد بها: مسجد الشيخ شطا بن الهاموك، ومسجد أبى
المعاطى، وجامع المتبولى (المدرسة المتبولية). وقد كان بها
عدة قلاع هدمت فى زمن الاحتلال الفرنسى لمصر، ثم أعاد
بناءها محمد على. ومن أهم علمائها المبرزين: خليل الدمياطى،
وعبد السلام الدمياطى، ومحمد معين الدين الدمياطى.