[*محمد الأمين]
هو «محمد بن هارون الرشيد»، وُلد بالرصافة وأمه «زبيدة» ابنة
«جعفر الأكبر بن المنصور»، تولى الخلافة عقب وفاة أبيه
«هارون الرشيد» باعتباره ولى عهده، وكان عمره حينئذٍ ثمانية
وعشرين عامًا. تشير مصادر التاريخ إلى أن بداية الخلاف بينه
وبين أخيه المأمون كانت من جانب «الأمين»، حين خالف أمر
والده «الرشيد» فى مرضه، بأن يكون ما فى معسكره من
أموال ومتاع وجند لأخيه «المأمون»، فى «مرو»؛ مما أحدث أثرًا
سيئًا فى نفس «المأمون». وكانت الخطوة التالية قيام «الأمين»
بتعيين ابنه «موسى» وليا للعهد بدلاً من أخويه «المأمون»
و «المؤتمن»، فقام «المأمون» بإسقاط اسم «الأمين» من الطرز
والسّكَة، ومنع البريد من الوصول إليه بأخبار «خراسان»، ثم
طلب من أخيه «الأمين» أن يرد إليه مائة ألف دينار كان والده
«الرشيد» قد أوصى بها إليه فرفض «الأمين»، ثم تطور الصراع
بينهما إلى المواجهة العسكرية، فجهز «الأمين» جيشًا بقيادة
«على بن عيسى بن ماهان»، وجهَّز «المأمون» جيشًا ضخمًا
بقيادة «طاهر بن الحسين»، ودارت عدة معارك بين الجيشين
انتهت بمحاصرة «بغداد» ومقتل «الأمين» سنة (١٩٨هـ= ٨١٣م)،
وقد دامت خلافة «الأمين» أربع سنوات وثمانية أشهر وخمسة
أيام.