للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثاني عشر

* الإسلام فى شرق إفريقيا

يقصد بتاريخ الإسلام فى شرق إفريقيا السلطنات الإسلامية التى

ظهرت فى بلاد «الحبشة» و «الزيلع» فى العصور الوسطى، مثل

«سلطنة شوا» و «أوفات» و «عدل»، وتلك التى ظهرت على طول

الساحل الشرقى من القارة جنوب «الحبشة» حتى «نهر الزمبيزى»

فى «موزمبيق»، مثل سلطنة «مقديشيو» و «بات» و «كلوا».

أ - الإسلام والسلطنات الإسلامية فى بلاد الحبشة والزيلع (منطقة

القرن الإفريقى):

كان للحبشة صلات قديمة مع بلاد العرب قبل الإسلام، وهى صلات

تجارية وسياسية وحربية، تتمثل فى التجارة وفى غزو الأحباش لبلاد

«اليمن»، ولم يقطع الإسلام هذه العلاقات وإنما زادها قوة، فاتصال

الإسلام بالحبشة يرجع إلى السنة الخامسة من البعثة حين هاجر بعض

المسلمين إلى «النجاشى» اعتصامًا بعدله ونجاة من أذى «قريش»

وعدوانها.

ثم بدأت الدولة الإسلامية تحتك بالحبشة فى عهد «عمر بن الخطاب»

الذى أرسل إليها فى عام (٢٠هـ = ٦٤١م) سرية بقيادة «علقمة بن

مجزر المدلجى»، كان نصيبها الفشل، ويرى بعض الباحثين أن أخبار

هذه الحملة لا تتفق مع علاقات الود التى سادت بين الأحباش

والمسلمين منذ أيام الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولم يكن «عمر»

بالرجل الذى يخرج على أمر قرره الرسول، والتعليل الصحيح لإرسال

هذه السرية أنها أُرسِلت لرد إغارات قراصنة البحر من الأحباش الذين

كانوا قد أغاروا على ساحل بلاد «الحجاز» مرة فى عهد الرسول

- صلى الله عليه وسلم -، ومرة أخرى فى عهد «عمر بن الخطاب»

نفسه، وذلك بعد أن مات «النجاشى» الذى استقبل المهاجرين

واعتنق الإسلام سرا، وأعقبه «نجاشى» آخر لم يَرْع هذه العلاقات

الطيبة بين المسلمين و «الحبشة»، وقد عاد الأحباش إلى الإغارة على

«جدة» عام (٨٣هـ = ٧٠٢م) فى عهد «بنى أمية»، فلم يجد العرب بُدا

من الحصول على قاعدة بحرية قريبة من الشاطئ الإفريقى تمكنهم

من رد غارة هؤلاء الأحباش، فاستولوا على جزر «دهلك» وأقاموا

<<  <  ج: ص:  >  >>