للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الرابع

*الدولة الرستمية

[١٦١ - ٢٩٦هـ = ٧٧٨ - ٩٠٩م]:

عبدالرحمن بن رستم [١٦٢هـ=٧٧٩م]:

بويع «عبدالرحمن» ليكون أول إمام للدولة الإباضية الناشئة فى ربوع

«المغرب الأوسط»، وقد كان أحد طلاب العلم، ودرس على يد «أبى

عبيدة مسلم ابن أبى كريمة»، فلما أتم تعليمه عمل على نشر

«المذهب الإباضى» ودعمه، ثم عينه «أبو الخطاب» نائبًا له على

«مدينة القيروان»، فاكتسب الخبرة الإدارية، وعرف طبائع الناس

وظروفهم، ولم يدخر جهدًا فى محاربة الولاة العباسيين، وجَمْع شمل

«الإباضية»، خاصة بعد مقتل «أبى الخطاب».

كان «عبدالرحمن» رجلاً زاهدًا، وذا صبر على الشدائد، وملتزمًا بكتاب

الله وسنة نبيه، واشترط على الناس حين وقع اختيارهم عليه للإمامة

أن يسمعوا له ويطيعوا ما لم يحد عن الحق، ثم اختط مدينة «تهيرت»،

ودخل فى طاعته العديد من القبائل مثل: «لماية»، و «سدرانة»،

و «مزاتة»، و «لواتة»، و «مكناسة»، و «غمارة»، و «أزداجة»،

و «هوارة»، و «نفوسة»، وقد افترشت هذه القبائل مساحات واسعة،

امتدت من «تلمسان» غربًا حتى «طرابلس» شرقًا.

ومضى «عبدالرحمن» فى حكم البلاد بالعدل، منتهجًا سياسة شرعية

فى إدارتها، مما أشاع الاستقرار والأمن بين الناس، فلما شعر بدنو

أجله اختار مجلسًا للشورى، ليُختار من بين أفراده مَن يصلح للإمامة

من بعده، واختار ابنه «عبدالوهاب» ضمن أفراد هذا المجلس، ثم مات

فى سنة (١٦٨هـ= ٧٨٤م).

عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم [١٦٨هـ=٧٨٤م]:

اختاره مجلس الشورى ليكون خلفًا لأبيه فى الإمامة، واتسم عهده

ببعض الاضطرابات والقلاقل، وواجه العديد من الثورات التى اتخذ

بعضها طابعًا مذهبيا، وبعضها الآخر طابعًا قبليا، فأثَّرت إلى حد

بعيد على «الدولة الرستمية»، وعلى رمزها الدينى المتمثل فى

الإمام. ومات «عبد الوهاب» فى سنة (١٩٨هـ=٨١٤م).

أفلح بن عبدالوهاب [١٩٨هـ= ٨١٤م]:

بويع الإمام «أفلح» خلفًا لأبيه، وكان ذا صفات طيبة، وجاءت مبايعته

<<  <  ج: ص:  >  >>