على عكس ما نهجه الخوارج فى تعيين الإمام، إذ اختاره أبوه للإمامة
قبل وفاته، وربما يرجع ذلك إلى طبيعة الظروف التى ألمت بالبلاد،
حيث أحاط الأعداء بمدينة «تهيرت»، وكان لابد من اختيار رجل شجاع
يتمكن من مواجهة الأعداء.
وقد اتسم عهد «أفلح» بالهدوء والاستقرار، وبلغت الدولة فى عهده
أوج ازدهارها، ونشطت التجارة، وأقبل الناس من كل مكان قاصدين
العاصمة «تهيرت»، وتُوفِّى الإمام «أفلح» فى سنة (٢٤٠هـ)، إثر
حزنه الشديد على وقوع ابنه «أبى اليقظان» فى أيدى العباسيين.
أبو بكر بن أفلح بن عبدالوهاب [٢٤٠هـ=٨٥٤م]:
كان «أبو اليقظان» مرشحًا لمنصب الإمامة، ولكن وقوعه فى أيدى
العباسيين حال دون ذلك، وتولاها أخوه «أبو بكر» الذى لم يكن فى
شدة آبائه وأجداده وحزمهم، فضلا عن انغماسه فى الترف والنعيم
وميله إلى الراحة، وقد تفرغ لراحته وملذاته حين خرج أخوه «أبو
اليقظان» من سجن العباسيين وشاركه الحكم، ولكن «أبا بكر» دبر
مقتل «محمد بن عرفة» وهو من الشخصيات البارزة بالعاصمة،
ليتخلص من نفوذه، فكان ذلك سببًا فى نشوب الصراع بين طوائف
الدولة الرستمية، وحاولت كل طائفة تحقيق أهدافها من خلال المعارك
الطاحنة، التى أسفرت عن هزيمة حكام البيت الرستمى، واعتزال
«أبى بكر» منصب الإمامة.
أبو اليقظان محمد بن أفلح بن عبدالوهاب [٢٦٨هـ= ٨٨١م]:
شهدت العاصمة «تهيرت» فترة من القلاقل والاضطرابات، ثم نجح
«أبو اليقظان» فى تهدئة الأوضاع ودخول العاصمة «تهيرت» فى
سنة (٢٦٨هـ=٨٨١م)، فتولى منصب الإمامة، وتجنب سياسة التعصب
وتفضيل قبيلة بعينها على غيرها، وجلس لبحث شكاوى رعاياه
والبت فيها بنفسه، واستعان بمجلس الشورى الذى ضم إليه شيوخ
القبائل ووجهاءها، فاستقرت الأوضاع، وهدأت النفوس، وظل «أبو
اليقظان» يدير دفة الأمور فى دولته حتى وفاته فى سنة
(٢٨١هـ=٨٩٤م).
أبو حاتم يوسف بن محمد [٢٨١هـ=٨٩٤م]: