[*ناصر خسرو]
هو ناصر خسرو، أبو معين: شاعر فارسى، متفلسف، ومؤسس
فرقة الناصرية. شغل منصبًا كبيرًا فى ديوان الغزنويين، ثم
ارتحل إلى القاهرة، وانضم إلى الفاطميين، فأضفى عليه
الخليفة المستنصر لقب حجة. قام ناصر خسرو برحلة تُعَدُّ من أقدم
الرحلات المعروفة، وقعت حوادثها بين سنتى (٤٣٧، و ٤٤٤هـ)،
تجول فيها فى بلاد إيران مبتدئًا من مرو فى خراسان مارًّا
بأذربيجان وأرمينية والشام وفلسطين ومصر والحجاز ونجد
وجنوبى العراق، ثم عاد إلى إيران منتهيًا إلى مدينة بلخ فى
خراسان. وطوَّف ناصر كثيرًا فى خراسان، وهى جزيرته التى
عُيٍّن حُجة لها من قبل الفاطميين، ثم انتقل إلى مازندران فأقام
بها زمنًا طويلاً حتى نُسب إليها، وقد استطاع أن يقنع كثيرًا من
أهلها بالدخول فى مذهبه، ولكن بعد فترة ثار عليه الناس
والحكومة، واعتدوا على منزله، فاضطر أهله إلى هجره، كما
اضطر هو إلى أن ينجو بنفسه فهاجر إلى يمكان؛ وفيه أخذ
يدعو من جديد إلى مذهبه، كما أخذ يصنف الكتب والرسائل فى
مذهبه، وكان بعضها بوحى من الخليفة الفاطمى المستنصر بالله
نفسه. ولناصر كتب كثيرة، منها المنظوم ومنها المنثور، فمن
المنظوم: الديوان، وسعادت نامه، وروشنائى نامه. ومن
المنثور: زاد المسافرين، وخوان الإخوان، والرسالة، ووجه
دين، وسفر نامه. وكل هذه الكتب بالفارسية، ولايزال سكان
بامير يتبعون فرقته الناصرية، ويتخذون من كتابه وجه الدين
شريعة لهم. تُوفِّى ناصر سنة (١٠٦١م)، ولايزال قبره إلى الآن
مزارًا يؤمه الإسماعيليون النزاريون.