[*ألب أرسلان]
هو أبو شجاع محمد بن جَفرِى بك داود بن ميكائيل بن سلجوق
التركى، عضد الدولة الملقب بألب أرسلان. ثانى سلاطين الدولة
السلجوقية التركية الإسلامية التى حكمت مساحة كبيرة من العالم
الإسلامى باسم الخلافة العباسية. ولد ألب أرسلان سنة (٤٢٤هـ =
١٠٣٢ م) وقيل سنة (٤٢٠ هـ = ١٠٢٨م)، ونشأ نشأة عسكرية
دينية. وكان والده حاكمًا على خراسان، فأسند إليه وهو فى
سن مبكرة قيادة الجيوش فأظهر شجاعة نادرة وانتصر فى
المعارك التى دخلها. ولما مات أبوه نحو سنة (٤٥١هـ = ١٠٥٩م)
تولى ألب أرسلان إمارة خراسان مكان أبيه. وبعد موت عمه
السلطان طغرلبك بايع أمراؤه ألب أرسلان بالسلطنة، وقلده
الخليفة العباسى القائم بأمر الله السلطنة وضم إليه جميع أملاك
السلاجقة وذلك سنة (٤٥٥ هـ = ١٠٦٣ م). وقد واجه ألب أرسلان
عدة مشكلات داخلية تمثلت فى أقاربه الطامعين فى السلطنة،
وفى غيرهم، ولكنه تمكن من السيطرة عليهم جميعًا. أما
مشكلاته الخارجية فتمثلت فى الجانب الشرقى من إمارته وقد
استخدم فى حلها الحرب تارة والسلم والموادعة تارة أخرى،
وكانت هذه المشكلات من صاحب الكرج وخاقان بلاد ما وراء
النهر. وبعد توطيده الأمن فى الجانب الشرقى اتجه إلى الجانب
الغربى فضم مكة المكرمة إلى سلطانه سنة (٤٦٢هـ= ١٠٦٩ م)
وعظم سلطان ألب أرسلان وملك مصر والشام وخُطب له على
منابرهما. وخشيت الدولة البيزنطية على نفسها من وجود جار
قوى لها، فأعد الإمبراطور أرمانوس جيشًا قوامه (٢٠٠٠٠٠)
مقاتل لمحاربة ألب أرسلان. وخرج ألب أرسلان على رأس (١٥)
ألف مقاتل مسلم والتقى الجيشان عند ملاذكرد سنة (٤٦٣ هـ =
١٠٧٠م) فحصد جيش ألب أرسلان جنود الروم وأسر ملكهم،
ولأول مرة فى التاريخ يأسر حاكم مسلم إمبراطورًا بيزنطيًّا
فأحسن معاملته وأطلق سراحه. وكانت هذه المعركة الفاصلة
مقدمة الفتوحات الإسلامية فى آسيا الصغرى. وعرف ألب
أرسلان بشجاعته وفروسيته وحبه للجهاد ونصرة الإسلام