[*أبو الحسن الشاذلى]
هو أبو الحسن على بن عبد الله بن عبد الجبار بن تميم، المعروف
بالشاذلى؛ نسبة إلى قرية شاذلة، من نواحى تونس؛ حيث جبل
زغوان الذى انقطع فيه للعبادة. وُلد أبو الحسن الشاذلى بقرية
غمارة من نواحى سبتة بالمغرب سنة (٥٩٣ هـ = ١١٩٧ م)، ودرس
علوم القرآن والحديث والفقه واللغة، ثم رحل إلى بغداد، والتقى
مع الصوفى أبى الفتح الواسطى، ثم عاد إلى مسقط رأسه، ثم
رحل إلى تونس، ثم إلى مكة؛ لأداء فريضة الحج. وفى طريق
العودة نزل بالإسكندرية، وأقام فى أحد أبراج سورها، ثم
رحل إلى القاهرة واستقر بها؛ حيث تزوج وأنجب، وجلس
للتدريس بالمدرسة الكاملية. ولم تكن حياة الشاذلى حياة عزلة؛
فعندما غزا الصليبيون دمياط، كان فى مقدمة العلماء الذين
اشتركوا فى معركة المنصورة حاثًّا على الجهاد، حتى تمَّ النصر
للمسلمين، على الرغم من فقدانه البصر. ويُعد الشاذلى أحد أئمة
التصوف، وإليه تنسب الطريقة المعروفة باسمه (الشاذلية)، ولم
يؤلف الشاذلى كتبًا ولا رسائل، بل له عدة أوراد وأدعية، تشمل
: حزب البحر، وحزب البر أو الحزب الكبير وحزب الفتح. وتُوفِّى
الشاذلى فى مكان يُقال له: حميثرة، بين قنا والقصير، أثناء
رحلة حجَّه.