[*أسد بن الفرات]
هو أبو عبد الله أسد بن الفرات بن سنان الحَرّانى، قاضى
القيروان، وأحد أئمة الفقه المالكى، وواحد من القادة المسلمين
الفاتحين البارزين فى القرن (٣ هـ = ٩ م). ولد بحران سنة (١٤٢
هـ = ٧٥٩ م)، وقيل: إن أصله من نيسابور (فى إيران حاليًّا)
وقدم القيروان مع أبيه وهو صغير، فتلقى دراسته الأولى فيها،
ورحل مع أبيه إلى تونس، ولزم الفقيه المعروف على بن زياد.
بدأ رحلته العلمية إلى المشرق سنة (١٧٢ هـ = ٧٨٨ م). فنزل
المدينة، وأخذ عن عالمها الشهير الإمام مالك بن أنس، رضى الله
عنه، موطأه، ثم رحل إلى العراق وأخذ وروى عن عدد كبير من
علمائها، مثل أبى يوسف ومحمد بن الحسن الشيبانى صاحبى
أبى حنيفة، رضى الله عنه، ثم نزل مصر ولزم الفقيه المالكى
عبد الرحمن بن قاسم وجمع أجوبته عن الأسئلة التى وجهها إليه
فى الفقه فى كتاب عُرف بالأسدية. قدم القيروان سنة (١٨١ هـ =
٧٩٧ م) فسمع منه علماؤها، وأشركه واليها زيادة الله بن
إبراهيم بن الأغلب فى قضائها مع أبى محرز محمد سنة (٢٠٣ هـ
= ٨١٨ م)، ثم لم يلبث أن ولاه قيادة الجيش المتجه إلى صقلية
لفتحها وطرد البيزنطيين منها وإعادتها إلى ديار الإسلام، فأتم
أسد مهمته بنجاح منقطع النظير سنة (٢١٢ هـ = ٨٢٧ م)، وحاول
فتح سرقوسة فحاصرها عامًا كاملاً، ولكنه لم يتمكن من فتحها؛
إذ وافته المنية أثناء الحصار، فتوفِّى سنة (٢١٣ هـ = ٨٢٨ م).