للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*البلالة (سلطنة)]

قامت هذه السلطنة فى حوض بحير «تشاد» (أى: فى بلاد

السودان الأوسط)، وبالتحديد فى حوض بحيرة «فترى»، وإلى

الشمال منها حتى بحيرة «تشاد»، وظهرت كدولة يمكن التحقق

من تاريخها منذ عام (٧٦٦هـ = ١٣٦٥م)، واستمرت حتى بداية

القرن العشرين، عندما سقطت المنطقة كلها فى يد الاستعمار

الفرنسى. وعلى الرغم من طول مدة بقاء هذه السلطنة، فإن

المؤرخين لم يذكروها كثيرًا ولم يهتموا بها؛ لأنها كانت تابعة

لسلطنة «الكانم والبرنو» فى كثير من فترات حياتها. ويعود اسم

«البلالة» إلى أول زعيم لهم ويدعى «بولال» أو «بلال» أو

«جيل» أو «جليل»، ومنه جاء اسم أول زعمائهم وهو

«عبدالجليل»، وربما جاء اسم «بلالة» أو «بولالة» من «بولو»

الذى كان ابنًا لقبائل «البيوما» التى كانت تسكن منطقة «بيو»

( Biyo)، ثم أُضيف إليه المقطع التماشكى ( ilalla) فجاء اسم

«بولالا» أو «بلالة»، وهى كلمة تعنى الأحرار النبلاء، وربما جاء

الاسم أيضًا من اسم ميناء كان ولايزال يقع على الساحل

الشرقى لبحيرة «تشاد»، ويسمى «بول» ( Bol)، ثم أُضيف إليه

المقطع التماشكى، فصار «بولالا» أو «بلالة» كما ينطقه

البلاليون أنفسهم فى هذه الأيام. أما أصل قبائل «البلالة» فقد

جاء نتيجة اختلاط عناصر متعددة سكنت هذه المنطقة، وهى:

البربر والعرب والسودان والزنج، وقد تصاهرت هذه العناصر

فيما بينها، فأدَّى ذلك إلى امتزاجهم وتغير فى صفاتهم. وقد

كان «البلالة» وثنيين حتى القرن الثانى عشر الميلادى؛ حيث

أسلموا عقب إسلام بنى عمومتهم الذين يتمثلون فى «الأسرة

السيفية الماغومية» الحاكمة فى سلطنة «كانم» فى القرن

الحادى عشر الميلادى. أما من الناحية السياسية فقد ظهر خطر

«البلالة» على سلاطين دولة «كانم» منذ وقت مبكر، رغم صلة

القرابة التى تربط بينهما، ويعود ذلك إلى أن «البلالة» كانوا

يحاولون التخلُّص من تبعيتهم لأقربائهم من حكام «كانم»، وقد

<<  <  ج: ص:  >  >>