[*التل الكبير (معركة)]
معركة وقعت يوم (١٠ من ذى القعدة ١٢٩٩هـ = ١٣ من سبتمبر
١٨٨٢ م) بين الجيش الإنجليزى بقيادة الجنرال ولسلى والجيش
المصرى وحلفائه من رجال الثورة. والتل الكبير تل يقع على
الضفة اليسرى لترعة الإسماعيلية بمصر، بين الصالحية
والقصاصين، وكان قائد الجيش المصرى فى هذه المعركة الزعيم
أحمد عرابى، وكانت الهزيمة فى وقعة القصاصين الثانية فى
يوم الأحد (٦ من ذى القعدة ١٢٩٩هـ = ٩ من سبتمبر ١٨٨٢ م)
ضربةً قاصمة، ارتد على أثرها الجيش المصرى إلى مواقعه
الدفاعية الرئيسية فى التل الكبير. تراوح عدد الجيش المصرى
بين (١٠) و (١٢) ألف مقاتل، أما الجيش الإنجليزى فكان عدده
(١١) ألف مقاتل من المشاة، وألفين من الفرسان، مع ستين
مدفعًا من مختلف العيارات. والمسافة بين القصاصين والتل الكبير
خمسة عشر كيلو مترًا، قطعها ولسلى بسرية تامة، وكان فى
مقدمة جيشه بعض ضباط أركان حرب من المصريين، وكذا جماعة
من عرب الهنادى، ولم يصادف الجيش الإنجليزى أثناء زحفه ليلاً
أية قوة تصده، سوى فرقة من الخيالة ظلت تتقهقر أمامه بدلاً
من الصمود. وبلغت المسافة بين الجيشين (١٥٠ ياردة تقريبًا)
دون أن يكون الجيش المصرى فى وضع التأهب للدفاع، وقبل
الصباح طوق الجيش المصرى بتشكيل نصف دائرى، واحتل خط
الدفاع الأول، وقتل مائتين، واستبسل عدد من المصريين منهم
اليوزباشى حسن أفندى رضوان - قائد المدفعية - حتى إن القائد
الإنجليزى ولسلى أعجب به وبشجاعته، وتراوحت خسائر
المصريين بين (١٥٠٠) و (٢٠٠٠) قتيل، أما خسائر الإنجليز فبلغت
(٥٧) قتيلاً، بينهم (٩) ضباط و (٤٠٢) جريح، بينهم (٢٧) ضابطًا،
وغنم الإنجليز مدافع الجيش المصرى ومؤنه وعتاده وذخائره. أما
عرابى فانطلق إلى القاهرة للدفاع عنها، بعدما تعرض للخيانة،
خاصةً المعلومات المضللة التى كان يقدمها على يوسف لعرابى.