للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*النضير (بنو)]

أحد أقوام ثلاثة من اليهود الذين كانوا يسكنون المدينة مع النبى

- صلى الله عليه وسلم -، وكان يهود بنى النضير ممن عاهدهم

النبى - صلى الله عليه وسلم - على أن يأمن كل فريق منهم الآخر،

لكنهم لم يفوا بالعهد؛ فهمُّوا بقتل الرسول حينما خرج إليهم

- صلى الله عليه وسلم - يستعينهم فى دية رجلين قتلهما أحد

أصحابه، وهو عمرو بن أمية الضمرى، فلما جاءهم أظهروا له

حسن الاستعداد للاستجابة لطلبه، ثم خلا بعضهم إلى بعض،

فتآمروا على قتل الرسول - صلى الله عليه وسلم -، واختاروا رجلاً

منهم، وهو عمرو بن جحَّاش؛ ليصعد فوق أحد البيوت، ثم يلقى

صخرة على النبى - صلى الله عليه وسلم -، وهو جالس بجوار جدارٍ

لهم، فصعد هذا اليهودى ليلقى الصخرة، فأتى رسولَ الله - صلى

الله عليه وسلم - الخبر من السماء بما أراد اليهود؛ فقام وخرج

راجعًا إلى المدينة، فلما تأخر النبى - صلى الله عليه وسلم - عن

أصحابه قاموا فى طلبه حتى انتهوا إليه بالمدينة فأخبرهم بما

كان من اليهود، واعتزامهم الغدر بهم. فبعث رسول الله - صلى

الله عليه وسلم - محمد بن مسلمة إلى بنى النضير يطلب منهم

الخروج من جواره بالمدينة، وأمهلهم عشرة أيام، وإلا حاق بهم

الهلاك، فأيقنوا أن الله أطلع رسوله على ما أرادوا، وصاروا

متحيرين لا يدرون ما يفعلون، وبينما هم فى حيرتهم وترددهم

جاءهم رأس أهل النفاق عبد الله بن أبى بن سلول وأتباعه

قائلاً: اثبتوا وتمنعوا؛ فإنا لن نُسلمكم؛ إن قوتلتم قاتلنا معكم،

وإن أُخرجتم خرجنا معكم؛ فقويت عند ذلك نفوسهم، وبعثوا إلى

رسول الله أنهم لن يخرجوا، ونابذوه بنقض العهود. فأمر رسول

الله - صلى الله عليه وسلم - بالاستعداد لحربهم، وسار إليهم فى

(ربيع الأول سنة ٤ هـ) وحاصرهم؛ فقذف الله فى قلوبهم الرعب،

وأيقنوا أن حصونهم لا تمنعهم من سوء المصير؛ فسألوا رسول

الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجليهم ويؤمنهم على دمائهم، على

<<  <  ج: ص:  >  >>