[*بادى الرابع]
هو بادى الرابع (أبو شلوخ)، الذى يُعد من أعظم سلاطين سلطنة
الفونج الإسلامية التى ظهرت فى السودان منذ عام (١٥٠٥ م)
على أنقاض مملكة علوة المسيحية على يد زعيم سودانى يُسمى
عمارة دونقس، تولى أبناؤه وأحفاده السلطنة بعده وكان منهم
بادى الرابع، الذى يُعد من أعظم سلاطين الفونج، وكانت
عاصمته مدينة سنار التى تقع على نهر النيل الأزرق؛ ولذلك
كانت تُسمى سلطنة سنار. وحكم بادى الرابع مدة طويلة فى
الفترة من (١٧٢٤ - ١٧٦٢ م). وفى عهده تمتعت سلطنة الفونج
بمظاهر القوة والازدهار والعظمة، حتى إنها هزمت مملكة
الحبشة المسيحية فى معركة فاصلة فى (٨ من مارس ١٧٤٤م)
عقب قيام الملك الحبشى ياسو الثانى بزحفه على سنار فى ذلك
التاريخ، وحقق بعض الانتصارات فى بداية الحرب، ولكن جيش
الفونج والعبدلاب سرعان ماقاما فى (إبريل ١٧٤٤ م) وأنزلا
بالمعتدين هزيمة قاسمة، سقط فيها من جيش الأحباش عدد كبير.
وفر ملك الحبشة تاركًا خلفه كثيرًا من الأسلحة والذخائر
والأموال، وكان لهذا النصر دوى هائل فى العالم الإسلامى
المعاصر، وحدثًا يدعو للزهو والإعجاب؛ مما جعل الفونج
يطمعون فى ضم سلطنة كردفان الإسلامية. وبالفعل زحفت عليها
جيوش سنار فى عام (١٧٤٧ م)، وكان الجيش بقيادة أمراء من
الفونج ومعهم قائد آخر اسمه محمد أبو اللكيلك واستطاع هذا
الجيش أن ينزل الهزيمة بجيش كردفان وأن يطرد قبيلة المسبعات
التى كانت تحكم هذه السلطنة التى أصبحت جزءًا من سلطنة
سنار وأصبح الحكم فيها للشيخ محمد أبو اللكيلك نيابة عن
السلطان بادى الرابع. الذى ساءت سيرته فى الرعية نتيجة ظلمه
وقسوته فى جمع الضرائب، ولم ينجُ من عسفه أهل بيته
وأعوانه؛ فتآمروا عليه وشجعوا تابعه القائد محمد أبو اللكيلك
حاكم كردفان على الزحف على سنار وعزل السلطان، وتم تنفيذ
المؤامرة وعزل بادى الرابع وخلفه ابنه ناصر، الذى لم يكن له من