[*أمير الأمراء]
لقب ظهر فى العصر العباسى الثانى، فى عهد الخليفة الراضى
العباسى سنة (٣٢٤هـ = ٩٣٦م). وأول من تلقَّب به هو محمد بن
رائق والى واسط والبصرة. وكان هذا المنصب عبارة عن نقل
كل سلطات الخليفة إلى قائد تتوافر فيه صفات القيادة العسكرية
، ويجمع بجانبها الاختصاصات المدنية، فكان أمير الأمراء يتولى
إمارة الجيش والمناصب المالية. وكان هذا المنصب مقصورًا على
من يتولى قيادة الجيش، ولكن عندما ضعفت الدولة العباسية
وضعف نفوذ الوزارة بها، لجأ الخليفة إلى أمير الأمراء لما يملك
من قوة، وفوَّضه فى إدارة أمور الدولة كلها؛ مما أدى إلى
القضاء على منصب الوزير وأضعفه، بعد أن قام باختصاصاته
أمير الأمراء. وكان هذا من أسباب سوء الأحوال الاقتصادية
والعسكرية فى الدولة. وأشهر من تلقب بهذا اللقب محمد بن رائق
فى خلافة الراضى، وناصر الدولة فى عهد المتقى بالله
العباسى. ولما ظهر بنو بويه واستبدوا بالسلطة فى الدولة
العباسية، صار هذا اللقب يتوارث فيما بينهم ولم يُلغِه إلا عماد
الدولة، كما استخدم هذا اللقب فى الدولة الفاطمية عندما منحه
الحاكم بأمر الله لعلم الدولة ياروخ التركى وأمَّره على جميع
الجيوش، ولم يرد اللقب بعد ذلك فى الدولة الفاطمية.