[*كيخاتو خان]
تولى عرش الدولة الإيلخانية فى رجب سنة (٦٩٠هـ)، وعين
«صدر الدين أحمد الزنجانى» وزيرًا له، ولقبه بلقب «صدر جهان»
وأوكل إليه التصرف فى شئون الدولة كافة دون تدخل من أحد،
وعين أخاه «قطب الدين الزنجانى» قاضيًا للقضاة، وأطلق عليه
لقب «قطب جهان»، ثم انصرف «كيخاتو» إلى ملذاته وشهواته
وإنفاق الأموال فى سبيلها دون حساب، فاضطربت مالية الدولة،
وأصبحت خزانتها شبه خاوية ومهددة بالإفلاس، ووقف الوزير
حائرًا لا يدرى ماذا يفعل حيال ذلك، فظهر له رجل اسمه «عز
الدين محمد بن المظفر» - وكان على دراية بالأحوال المالية فى
«بلاد الصين» - واقترح عليه العدول عن استخدام الذهب والفضة
فى المعاملات المالية، واستخدام أوراق مالية - تعرف عند
الصينيين باسم «الجاو» - بدلا منها، لإنقاذ البلاد من الإفلاس، كما
فعل الصينيون، فاستحسن الوزير هذا الاقتراح، واستصدر
قانونًا من الإيلخان فى سنة (٦٩٣هـ) ينص على التعامل بهذه
الأوراق، ويحرم التعامل بالذهب والفضة تحريمًا تاما. رفض الناس
التعامل بالأوراق المالية فى معاملاتهم، على الرغم من أنهم
أُجبِروا على ذلك بالقوة، فاضطربت أحوال البلاد والناس
اضطرابًا كبيرًا، وكسدت التجارة، وتعذرت الأقوات، وانقطعت
الموارد من كل نوع، وامتنع البائعون عن بيع سلعهم بهذه
الأوراق، فكان الرجل يضع الدرهم تحت إحدى الأوراق المالية
(الجاو) ويعطيها الخباز أو القصاب وغيرهما، ليحصل على ما
يريد، خوفًا من أتباع السلطان الذين يراقبون الناس والبائعين
فى تعاملاتهم، فضاقت الحياة أمام الناس واستحكمت الأزمة،
وكاد الأمر ينذر بثورة عارمة، إلا أن الإيلخان تدارك الموقف
وأصدر قانونًا لإبطال التعامل بهذه الأوراق، والعودة إلى النظام
القديم. ولما كان «كيخاتو» مغرمًا بشرب الخمر، سيئ الخلق
فاسقًا، كرهه الأمراء وثاروا عليه، وبخاصة بعد أن أغلظ القول -