[*المعتضد بالله]
هوأبو العباس أحمد بن الموفق طلحة بن المتوكل، تولى الخلافة
بعد وفاة عمه «المعتمد»، وكان قوى الشخصية؛ فحفظ هيبة
الخلافة، كما كانت فى عهد أبيه «الموفق» وعمه «المعتمد»،
يقول «السيوطى»: كان «المعتضد» شهمًا جلدًا، موصوفًا بالرُّجلة
(أى الشجاعة)، وقد خاض الحروب وعُرف فضله، فقام بالأمر
أحسن قيام، وهابه الناس ورهبوه أحسن رهبة، وسكنت الفتن
فى أيامه لفرط هيبته، وكانت أيامه طيبة كثيرة الأمن والرخاء.
وقد تمكن «المعتضد» خلال حكمه الذى دام عشر سنوات من
تهيئة المزيد من القوة والاستقرار للدولة العباسية، فقضى على
مصادر الفتن والثورات، وأخمد ثورة «بنى شيبان» بأرض
الجزيرة سنة (٢٨٠هـ= ٨٩٣م)، وثورة «حمدان بن حمدون» - رأس
الأسرة الحمدانية - بالموصل، واستولى على قلعة «ماردين»
التى كان يتحصن بها سنة (٢٨١هـ= ٨٩٤م)، كما قضى على ثورة
الخوارج فى «الموصل» بزعامة «هارون بن عبدالله الشارى»
الذى وقع فى الأسر، وأمر «المعتضد» بضرب عنقه سنة
(٢٨٣هـ=٨٩٦م)، ومن أخطر الحركات التى شهدها عصر
«المعتضد» حركة القرامطة. كذلك انتقلت عاصمة الخلافة فى
عهده من سامراء إلى بغداد. تُوفِّى «المعتضد» فى ربيع الآخر
سنة (٢٨٩هـ= ٩٠٢م)، وكان عصره يموج بالحركة العلمية والدينية
والأدبية، فقد عاش فى عصره عدد من العلماء والأدباء البارزين.