للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*الإسماعيلية (دولة)]

دولة أسسها الحسن بن الصَّبَّاح، بعد أن استفحل أمر

الإسماعيلية فى عهد السلطان ملكشاه السلجوقى؛ إذ استولى

الحسن على حصن ألموت بأصبهان سنة (٤٨٣ هـ). وقد تعمق

الحسن فى المذهب الإسماعيلى الباطنى على يد الفاطميين فى

مصر، لكن ظهرت بينه وبينهم خلافات فى المذهب، فترك مصر،

وعمل على توسيع دولته، وخصوصًا بعد وفاة السلطان ملكشاه

فتمكن الحسن من إقامة دولة إسماعيلية قوية عرفت بعدة

أسماء، منها: النذارية والباطنية والحشيشية. وأقرَّ الحسن

الاغتيال كوسيلة للتخلص من الخصوم؛ فبذل السلاجقة محاولات

للتنكيل بالإسماعيلية، لكن الإسماعيلية قضوا على بعض الحملات

السلجوقية، واضطر السلطان السلجوقى سنجر إلى مهادنتهم؛

لما رأى من بأسهم. وفى سنة (٥٢٠ هـ) أمر الوزير السلجوقى

أحمد بن المفضل بغزو الإسماعيلية، وقتلهم أين ما كانوا؛

فاستمرت حملات السلاجقة عليهم، بعد أن اشتد خطرهم، وكثرت

اغتيالاتهم. وفى سنة (٥٤٩ هـ) سار جيش من الإسماعيلية إلى

خراسان منتهزًا فرصة انشغال جيشها بقتال الغز، فقاومهم أهل

خراسان، وهزموهم وقتلوا كثيرًا منهم. وكان الحسن بن محمد

أشد حكام الإسماعيلية انحرافًا؛ فهو الذى نسخ ظاهر الشريعة

تمامًا، وغيَّر القبلة، وأحلَّ شرب الخمر، إلى أن ولى الحسن

الثالث الحكم فدعا إلى الإسلام الصحيح، وارتبط مع جيران دولته

السنيين بروابط من المودة والثقة المتبادلة، وكذلك فعل حفيده

خورشاه؛ بحيث كان من الممكن إنهاء الفكر المغالى

للإسماعيلية النذارية، ولكن هولاكو قائد المغول سيطر على

الدولة الإسماعيلية فى الشرق وإيران فقضى بذلك على دولتهم

سنة (٦٥٤ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>