الجزء الأول
[عصر النبوة والخلافة الراشدة]
تأليف:
أ. د. عبد الشافي محمد عبد اللطيف
أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر
الفصل الأول
*العالم قبل الإسلام
جغرافية بلاد العرب:
بلاد العرب شبه جزيرة، تقع جنوبى غربى قارة آسيا، يحدها «البحر
الأحمر» من الغرب، و «الخليج العربى» من الشرق، و «بحر العرب»
و «المحيط الهندى» من الجنوب، وبادية «الشام» من الشمال، وتبلغ
مساحتها أكثر من مليونى كيلو متر مربع، ويقسمها الجغرافيون إلى
خمسة أقاليم رئيسية هى:
- إقليم تِهامَة: وهو شريط ساحلى يطل على البحر الأحمر، وسمى
بتهامة لارتفاع درجة حرارته، وركود هوائه.
- إقليم الحجاز: ويقع شرقى «تهامة»، ويمتد من «الشام» شمالاً إلى
«اليمن» جنوبًا، وتقع عليه سلسلة جبال «السراة»، وسُمِّى بالحجاز؛
لأنه يحجز بين «تهامة» فى الغرب و «نجد» فى الشرق. وتقع فى هذا
الإقليم «مكة» المكرمة، و «المدينة» المنورة.
- إقليم نجد: ويقع شرقى «الحجاز» ويمتد من صحراء بادية
«السماوة» شمالاً حتى قرب حدود «اليمن» جنوبًا، وسُمِّى «نجدًا»؛
لارتفاع أرضه.
- إقليم العروض: وهو الجزء الشرقى من شبه الجزيرة العربية، ويطل
على «الخليج العربى».
- إقليم اليمن: وهو الجزء الجنوبى الغربى من شبه الجزيرة العربية.
وهذه المساحة الكبيرة ذات طبيعة صحراوية، لا يجرى فيها نهر
واحد، ولا تسقط الأمطار إلا نادرًا، باستثناء إقليم «اليمن» الذى
تسقط فيه بعض الأمطار الموسمية، وبخاصة فى فصل الصيف، مما
يسَّر لأهلها حياة مستقرة نتيجة اشتغالهم بالزراعة، وساعدهم على
إقامة حكومات منظمة، وإقامة حضارة راقية، وقد اشتهر هذا الإقليم
باليمن السعيد.
أما بقية أجزاء شبه الجزيرة العربية فقد قلَّت فيها الزراعة أو كادت
تنعدم؛ لندرة المياه عدا بعض الواحات التى بها عيون للمياه، ساعدت
على نمو الحشائش التى ترعاها الماشية، وزراعة بعض المحاصيل
كالشعير والقمح.
مكة المكرمة:
تقع «مكة» المكرمة فى إقليم «الحجاز»، شرقى مدينة «جدة» بنحو
سبعين كيلو مترًا، وترتبط نشأتها بقصة «إبراهيم الخليل» وابنه