للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*إليزابيث]

هى الملكة إليزابيث ابنة الملك هنرى الثامن ملك إنجلترا من

زوجته غير الشرعية آن بولين التى اتهمت بالخيانة فأعدمت.

ولدت إليزابيث سنة (٩٤٠ هـ = ١٥٣٣ م)، واتُّهمت فى بداية

حياتها بأنها ابنة غير شرعية، وحرمت من حق اعتلاء العرش

ولكن هذا القرار ألغى سنة (٩٥١ هـ = ١٥٤٤ م) وصار لها الحق

فى وراثة العرش بعد أختها غير الشقيقة الملكة مارى. ولما تولت

الحكم الملكة مارى سجنتها لاختلافها معها فى المذهب؛ حيث

كانت إليزابيث تعتنق المذهب البروتستانتى وتتحمس له، بينما

كانت مارى كاثوليكية متعصبة. ونجحت إليزابيث فى التظاهر

باتباع الطقوس الكاثوليكية فأطلقت أختها سراحها. وتحسنت

العلاقة بين الأختين حتى ماتت مارى فى (صفر ٩٦٦ هـ = نوفمبر

١٥٥٨ م)، فتولت إليزابيث العرش، واستقبل الناس حكمها بالفرح

والسرور لما ذاقوه من قسوة واضطرابات فى عهد الملكة مارى

التى لقبت بالدموية لما ارتكبته من مذابح ضد شعبها. تولت

إليزابيث الحكم والبلاد تمر بحالة من الفوضى والاضطراب وسوء

الأحوال بسبب الشقاق الدينى الذى كلف البلاد كثيرًا من المتاعب

والديون. ونجحت إليزابيث خلال مدة حكمها التى دامت ما يقرب

من نصف قرن فى الحفاظ على كيان دولتها والارتقاء بها بين

دول العالم، وكان عهدها أزهى عهود إنجلترا، فتحسنت أحوال

الزراعة والصناعة والتجارة، وكان لها أسطول قوى، وبدأت

مرحلة التوسع والاستعمار، وحسنت علاقاتها بالدول الخارجية،

فى حين تمكنت من هزيمة إسبانيا وإضعاف مركز فرنسا

الدولى، وأعادت الاستقرار والاطمئنان للبلاد بعد الفوضى الدينية

التى شهدتها، وأصدرت قوانين صارمة ضد الكثلكة. وظهرت

قدرة إليزابيث الفائقة وقوة ذكائها فى اختيارها لمستشاريها

ووزرائها الذين كانوا على درجة عالية من الكفاءة والحنكة،

وقد ساعدوها فى إتمام أعمالها. وقد ظهر فى عهدها أبرز

علماء أوربا مثل شكسبير، وسبنسر، وبيكر، وغيرهم. وماتت

<<  <  ج: ص:  >  >>