[*الأنبار]
اسم لمدينتين، إحداهما فى خراسان قرب بلخ بإيران حاليًّا،
والأخرى مدينة عراقية قديمة، تقع على الجهة الشرقية لنهر
الفرات غربى بغداد وتبعد عنها بنحو (٦٨ كم). والأنبار فى اللغة
الفارسية تعنى صومعة القمح، وقيل: إن العرب هم الذين بنوها،
واستقرت فيها بعض القبائل العربية حتى سيطر عليها الفرس،
وضموها إلى بلادهم. واستطاع المسلمون بقيادة خالد بن الوليد
فتحها سنة (١٢هـ = ٦٣٣ م) فى عهد الخليفة الراشد أبى بكر
الصديق، رضى الله عنه، وتم الصلح بين المسلمين وأهلها، على
أن يدفعوا الجزية، ثم دخل أهلها الإسلام، وظلت ثغرًا إسلاميًّا له
أهميته فى عهد الخلفاء الراشدين ثم الأمويين. واتخذها الخليفة
العباسى أبو العباس السفاح - أول خلفاء العباسيين - عاصمة
لدولته فى طورها الأول وظلت عاصمة للخلافة العباسية حتى
جعل أبو جعفر المنصور بغداد عاصمة للخلافة. وفى سنة (٢٦٩
هـ = ٨٨٢ م) تعرضت الأنبار لغارات بعض البدو، وفى سنة (٣١٥
هـ = ٩٢٧ م) تعرضت لغارات القرامطة الذين لم يلبثوا أن استولوا
عليها، وحاول العباسيون استردادها فلم يتمكنوا من ذلك.
واشتهر مكان الأنبار بالزراعة، وكانت تقسم إلى أحياء، على
رأس كل حى مسئول يُعَرف بالشيخ، وكان فيها مكان لبناء
السفن. وفى سنة (٦٦١ هـ = ١٢٦٢ م) دخلها المغول، ونهبوها،
وذبحوا عدداً كبيرًا من سكانها، وفر الباقى، فتحولت المدينة
إلى أطلال لاتزال موجودة بالعراق، وتعرف باسم الأنبار حتى
الآن. وينسب عدد من العلماء إليها، منهم: أبو بكر الأنبارى
النحوى المتوفَّى سنة (٢٣٨ هـ) وأبو البركات الأنبارى المتوفَّى
سنة (٥٧٧ هـ = ١١٨١ م).