[*خباب بن الأرت]
هو خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة، ينتهى نسبه
إلى بنى تميم، وقيل: ينتهى إلى خزاعة، وهو رأى ضعيف،
وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام، فكان سادس ستة فى
الإسلام، هم: أبو بكر وصهيب وبلال وعمار وسمية (أم عمار)
وخباب، رضى الله عنهم جميعًا، ولم يكن لخباب جاه أو قوم
يمنعون عنه تعذيب قريش، فبلغ منه الجهد والتعذيب مبلغه، حتى
ذهب لحم ظهره فصبر واحتسب ولم يعطِ الكفار ما سألوه إياه.
وكان خباب، رضى الله عنه، حدادًا يصنع السيوف، وكان رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يألفه ويأتيه، فلما علمت مولاته أم
أنمار بذلك كانت تضع الحديدة المحماة على رأسه، فشكا ذلك
إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال - صلى الله عليه
وسلم -: اللهم انصر خبابًا، فاشتكت أم أنمار رأسها فكانت
تعوى مثل الكلاب، فقيل لها: اكتوى، فكان خباب يأخذ الحديدة
المحماة فيكوى بها رأسها. وقد روى خباب الحديث عن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -، وشهد معه بدرًا وأحدًا والمشاهد
كلها. ومرض خباب مرضًا شديدًا طويلاً، وكان يقول: لولا أن
رسول الله نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به. ونزل خباب الكوفة،
ومات بها سنة (٣٧ هـ)، وقيل: إنه شهد صفين مع على بن أبى
طالب، رضى الله عنه، وقيل: إن مرضه منعها من شهودها.