[*عبدالملك بن قطن الفهرى]
أحد ولاة الأندلس، ولى حكم الأندلس بعد استشهاد «عبد الرحمن
الغافقى» فى موقعة بلاط الشهداء، فعبر إلى الأندلس فى جيش
من جند إفريقية فى أواخر سنة (١١٤هـ = ٧٣٢م) وسار إلى
«أراجون» وهزم الثائرين فى عدة مواقع، ثم عبر جبال البرت
إلى بلاد «البشكنس» سنة (١١٥هـ = ٧٣٣م)، وكانت أشد
المقاطعات الجبلية مراسًا وأكثرها انتفاضًا وثورة، فشتت جندها
وألجأهم إلى طلب الصلح، ثم اضطر بعد ذلك إلى أن يرتد إلى
الجنوب دون أن يتوغل كثيرًا فى أرض العدو، لقلة ما معه من
الجند، ثم سخط عليه الزعماء، ودب خلاف بين القبائل، وأدى
ذلك إلى عزله. ثم أقامى عرب الأندلس «عبد الملك بن قطن» واليًا
عليهم للمرة الثانية سنة ١٢١هـ، فكان عهده بداية عهد من الفتن
والاضطرابات والحروب الأهلية؛ إذ اشتعلت ثورة البربر بسبب
تعصب العرب لبنى جنسهم وتعاليهم على غيرهم، وكان معظم
هؤلاء من «القيسية» الذين يرون أن الدولة الأموية دولتهم، على
حين كان العرب البلدانيون ومعظمهم من «اليمنية» بعيدين عن
هذه النزعة وظل الأمر على هذا النحو حتى عزل عبد الملك فى
(سنة ١٢٤هـ = ٧٤٢م).