[*صبر الدين الثانى (سلطان عدل)]
هو صبر الدين الثانى على بن سعد الدين، من أسرة عمر ولشمع
القرشية التى أقامت سلطنة أوفات الإسلامية، ولما قضى عليها
الأحباش أقامت سلطنة عدل الإسلامية فيما بقى من أراضى
سلطنة أوفات، فيما يُعرف الآن بالصومال الشمالى والغربى
(أوجادين) ومنطقة هرر وجيبوتى، وهى البلاد التى تقع جنوب
نهر عواش، وكان صبر الدين الثانى هذا هو أول سلطان يتولى
حكم هذه السلطنة الجديدة، وذلك فى الفترة من (٨١٧ - ٨٢٥ هـ =
١٤١٤ - ١٤٢٢ م). وكان صبر الدين قد فرَّ هو وإخوته التسعة إلى
اليمن عقب استشهاد والدهم سعد الدين آخر سلاطين أوفات فى
عام (٨٠٥هـ =١٤٠٢م)، فساعدهم ملك اليمن وعادوا إلى إقليم
عدل، وأقاموا هذه السلطنة بعد أن انضم إليهم جنود أبيهم
وأولياء دولتهم السابقة. واتخذ صبر الدين الثانى مدينة دكَّر
عاصمة له، وجمع شمل المسلمين حوله واستأنف الجهاد ضد
الأحباش انتقامًا لمقتل أبيه سعد الدين، واسترجاعًا لنفوذ أسرته
، وإنقاذًا للإسلام من الضياع، وهاجم الأحباش فى عدة مواقع
انتصر فيها، ثم هزمه إسحاق ملك االحبشة الذى كان قد كوَّن
دولة منظمة وجيشًا مدربًا أحسن تدريب بمساعدة بعض قبط مصر
وبعض فرسان المماليك الفارين من مصر إلى الحبشة خوفًا من
خصومهم فى مصر. ومن ثم اضطر صبر الدين الثانى إلى اتباع
أسلوب حرب العصابات نظرًا لكثرة جند الأحباش وقلة جنده،
وتمكن أخوه محمد وقائده حرب جوش - الحبشى الأصل والذى
كان قد أسلم وانضم إلى صبر الدين الثانى - أن يهزم جيشًا
حبشيًّا فى موقعة يُقال لها رطوى؛ مما شجع صبر الدين على
القتال بنفسه، فهاجم أحد قصور ملك الحبشة وأحرقه وهزم
جنده، وأرسل عددًا من قواده فتوغلوا فى بلاد أمهرة، أى فى
قلب هضبة الحبشة، وكان هذا خطأ من الناحية العسكرية؛ ذلك
أن الأحباش أحاطوا بجيش صبر الدين الثانى وقتلوا جميع الجند
ومثلوا بجثثهم، فلم يطقْ صبر الدين الثانى صبرًا على هذه