[*ديوان الرسائل:]
ووظيفته صياغة الكتب والرسائل والعهود التى كانت تصدر عن
دار الخلافة، سواء إلى الولاة والعمال فى الداخل، أو إلى الدول
الأجنبية، كما يتلقى الرسائل الآتية من تلك الجهات أيضًا،
وعرضها على الخليفة. وكان كُتاب ذلك الديوان يختارون بعناية،
من بين المشهورين بالبلاغة والفصاحة، والمعروفين بالتبحر فى
اللغة العربية وآدابها وعلوم الشريعة الإسلامية، والمتصفين
بالمروءة والأخلاق الحميدة، كما يراعى أن يكونوا من أرفع
الناس حسبًا ونسبًا. وقد حفل العصر الأموى بأفذاذ الكتَّاب، كان
أشهرهم على الإطلاق «عبدالحميد بن يحيى»، كاتب الخليفة
«مروان بن محمد»، آخر خلفاء «بنى أمية»، وصاحب الرسالة
المشهورة التى وجهها إلى الكُتَّاب ناصحًا ومعلمًا، وهى آية من
آيات الفصاحة والبلاغة، وضمّنَها الشروط التى يجب أن توجد فى
من يقوم بتلك المهمة الجليلة بين يدى الخلفاء والأمراء. واختص
«ديوان الرسائل» - إلى ما سبق - بقيامه بالعلاقات الخارجية مع
الدول الأجنبية، وإشرافه على الوفود التى كانت تأتى من
الخارج، لعقد معاهدة أو تبادل منافع، وتعهدهم فى بيوت
الضيافة المعدة لذلك، وتعيين المرافقين لهم - حسب أهميتهم -
طوال مدة إقامتهم، وإطلاعهم على المعالم والأماكن التى
تستحق الزيارة، كما كان يشرف على الوفود التى كانت ترسلها
الدولة الأموية إلى الخارج، وإعدادها الإعداد الكافى، وهذا
يعنى أن «ديوان الرسائل» كان يقوم بما يشبه وظيفة وزارة
الخارجية فى الحكومات المعاصرة.