للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*ابن الجوزى (أبو المحاسن)]

هو محيى الدين يوسف بن عبد الرحمن بن على بن الجوزى أبو

المحاسن، فقيه حنبلى وواعظ، والده أبو الفرج بن الجوزى

ووالدته خاتون بنت عبد الله، ينتهى نسبه عند أبى بكر الصديق.

وُلد سنة (٥٨٠ هـ = ١١٨٥ م) فى بغداد فى بيت علم فتلقى عن

والده الذى برع فى علوم شتى وقرأ القرآن وحفظه بالقراءات

العشر على ابن الباقلانى وتتلمذ لأشهر علماء عصره، مثل أبى

القاسم الخفاف ويحيى بن سعد وأبى الفرج بن عبد الوهاب

الحرانى وابن سكينة. مات أبوه ولم يبلغ السابعة عشرة من

عمره فكفلته والدة الخليفة (أحمد بن المتوكل) وورث فن الوعظ

عن والده وظل نابغًا حتى قُلِّدَ الحسبة، وكان عمره (٢٣) سنة،

إلا أنه صرف عنها، ثم أعيد إليها حتى عزل، وكان مشهورا

بالعقل وحسن التدبير، لذا أُرسل فى سفارات من لدن دار الخلافة

إلى عدد من الممالك مثل الروم ومصر ودمشق، وكان محبًّا للعلم

فأنشأ المدارس وأوقف لها أملاكا، انتدب للتدريس فى أرقى

أكاديمية علمية فى العصور الوسطى وهى المدرسة

المستنصرية، وكان الخليفة المستنصر يحضر لسماعه من خلف

شباك، ثم اختير لمنصب أستاذ دار الخلافة. أما تلاميذه فلا حصر

لهم وأشهرهم أولاده الثلاثة (عبد الرحمن وعبد الله وعبد الكريم).

قال عنه ابن رجب الحنبلى: اشتغل بالفقه والخلاف والأصول

وبرع فى ذلك وكان أمهر فيه من أبيه. وأهم مؤلفاته: معدن

الإبريز فى تفسير الكتاب العزيز، والإيضاح لقوانين الإصلاح فى

الجدل والمناظرة، والمختار من أخبار المختار - صلى الله عليه

وسلم -، واستشهد محيى الدين هو وأولاده الثلاثة على يد التتار

فى صفر سنة (٦٥٦ هـ = ١٢٥٨ م).

<<  <  ج: ص:  >  >>