[*بابك الخرمى (حركة)]
هى حركة منحرفة تُعدُّ أخطر الحركات الفارسية المعادية للخلافة
العباسية، تزعمها بابك الخرمى، إبان خلافة المأمون
والمعتصم، وامتدت عشرين سنة، وتُعرَف بالخرمية، واتسمت بدقة
التنظيم وبراعة القيادة، والاتصال السياسى بالأكراد والأرمن
وغيرهم، وكانت تؤمن بمبادئ هدامة منها: ١ - الإيمان بالحلول
والتناسخ حتى إن زعيمها «بابك» ادَّعى الألوهية. ٢ - المشاعية
المزدكية فى الأموال والأعراض. ٣ - ضرورة التخلص من السلطان
العربى والدين الإسلامى. أخذ الخرميون فى العبث والفساد منذ
سنة (٢٠١هـ) فبعث إليهم المأمون عدة حملات، ولكنها هزمت
الواحدة تلو الأخرى، ومن قوادها: يحيى بن معاذ، وعيسى بن
أبى خالد، وصدقة بن على، والجنيد الإسكافى، ومحمد بن
حميد الطوسى. وكان من وصية المأمون لأخيه المعتصم أن يتابع
محاولات القضاء على الخرمية وبدعهم، فبعث المعتصم جيشين
بقيادة إسحاق بن إبراهيم وبغا الكبير إلا أن بابك انتصر
عليهما. واستمر أمر بابك فى الظهور حتى سنة (٢٢١هـ) إذ بعث
المعتصم قائده الأفشين؛ لقتال بابك فنظم البريد، وأقام الحصون
بين سامراء وآذربيجان؛ لاستجلاب المدد، وتمكن من تحقيق أول
نصر على الخرمية، وفى السنة التالية نجح الأفشين فى
الاستيلاء على البذ، ثم وقع بابك فى يده، فحمله إلى سامراء؛
حيث أمر المعتصم بقتله، وبذلك انتهى أمر الخرمية. ويقدر ضحايا
بابك خلال عشرين سنة بنحو (٢٥٥) ألفاً.